مجلة أبحاث
Volume 3, Numéro 1, Pages 153-175
2018-04-10

السلطة في المجتمعات البدوية

الكاتب : محمد يحي مسلم .

الملخص

النظام القرابي الذي ترتكز عليه البداوة العربية يركز السلطة كلها في يد المشايخ أو الرؤساء ،فالشيخ أو الرئيس هو وحده الذي يعطي الأمر بالرحيل في الوقت و المكان الذي يحدده و هو صاحب القرار في الحرب و السلم كما أنه مطاع الكلمة وهو مركز الثقل في حياة البدو ،وان كان في بعض الأحوال يستعين بعدد من المعاونين خصوصا في شؤون القضاء ، ويسمى هؤلاء المعاونين بالعو ارف أو العارفين وهم يختصون بالفصل في المنازعات التي تحدث بين أبناء العشيرة وأحكامهم نافذة وان جاز استئنافها عند عوارف آخرين أكثر شهرة بشرط أن يتفق كلا الطرفين المتنازعين على اختيار العوارف الجدد للاستئناف . أما السلطة داخل القبائل البدوية الجزائرية فقد كان يرتبط أساسا بمورفولووجية القبيلة بحد ذاتها ،وبما أن القبيلة تتشكل من مجموعة بطون أو حسب التعبير المحلي *الفرقة* فان السلطة ترتبط ارتباطا وثيقا بالقوة ولهذا فغالبا ما تكون السلطة في يد أقوى فرقة وهذه القوة قد يكون مصدرها عدة عوامل بما في ذالك النزاعات والصراعات داخل تلك القبيلة فيما بين الفرق المشكلة لها ،أما داخل الفرقة فان أقوى العائلات هي التي تتقاسم السلطة فيما بينها وتتركز هذه السلطة بين أيدي رؤساء العائلات الأقوى من الناحية الاقتصادية و رؤساء هذه العائلات هم من يسمون *بالشيوخ *حيث يمثلون أعيان الفرقة أو في مستوى أعلى أعيان القبيلة ،ويحاط هؤلاء الشيوخ بنوع من المجلس الاستشاري ويسمى *كبار الجماعة*مكون من مختلف أعيان الفرق أو البطون المؤثرة،ومهمة هذه الجماعة تكون في النظر في المشاكـل العامة التي تخص القبيلة أو كل مامن شأنه أن يهدد استقرار أو توازن الحياة الاجتماعية داخلها كما انه ومن خلال موقعها فان آراءها أو قراراتها تكون ملزمة لكل أفراد القبيلة . و كما هو الحال بالنسبة للسلطة في المستويات العليا أي القبيلة فإنها تكون بيد كبير العائلة بالنسبة للمستويات الدنيا حيث انه يكون المرشد أو القاضي في نفس الوقت حيث انه يحدد مكانة ودور أو مسؤولية كل أسرة أو فرد داخل العائلة ،ومن خلال ارتباط كل فرد بعائلته فان أي تصرف منه قد ينجر عنه ردود ايجابية أو سلبية تنعكس على صورة كل العائلة في المستوى ألأدنى كما انه يتعدى إلى صورة ومكانة القبيلة ككل.

الكلمات المفتاحية

القبيلة السلطة البداوة الجزائر