مجلة المفكر
Volume 12, Numéro 2, Pages 11-34
2017-06-15

الخطــــر الجـــــوي أساســاً لمسؤوليــة ناقــل الأشخاص جــــوَّاً

الكاتب : محمد سليمان الأحمد هادي مسلم يونس .

الملخص

أضحى النقل أداة متجددة الأهمية عبر جميع المراحل التي مر بها ، والنقل اما أن يكون براً أو عبر الجو ، وهو في كل هذه الصور اما أن يكون لغرض نقل الأشياء أو نقل الأشخاص ، ولأرتباط النقل الجوي بواسطة محددة تتكفل تلبية هذه الحاجة الملحة للأشخاص ، وهي الطائرة ، فقد أنصب اهتمام الأتفاقيات الدولية والتشريعات الداخلية على تنظيم جانبين مهمين يتصلان بهذه الصورة المهمة للنقل : أولاهما : جانب يتعلق بنظم الملاحة الجوية ووضع القواعد التي تكفل مؤسسة قطاع الطيران المدني الدولي ، لأتاحة الحرية لهذا الطيران في التحليق فوق فضاءات جميع الدول ، وما شاكل من قواعد متصلة بهذا القطاع ، أمـّـا الجانب الآخر ، فهو متعلق بتنظيم العلاقة القائمة بين الناقل الجوي الذي يتخذ في العادة صيغة الشركات أو هيئات متخصصة بهذا الغرض ، والطرف المستفيد التي تتحقق مصلحته في النقل ، هو اما الشاحن للبضاعة في النقل الجوي للأشياء ، وعادة ما يكون تاجراً ، أو المسافر في النقل الجوي للأشخاص ، وعادة ما يكون مستهلكاً ، ولأختلاف العلاقتين عن بعضهما ، يجب أن يكون الأحكام المتعلقة بكل علاقة مختلفة كذلك ، فالنقل الجوي للأشخاص يرتبط بنقل أناس لا تقارن قيمهم بقيمة البضائع المنقولة ، كما أن مسؤولية الناقل الجوي للأشخاص يجب أن تكون أشد من مسؤوليته وهو ينقل أشياءاً ، وعلى الرغم من أن اتفاقية وارشو لعام 1929 ، تضمنت قواعد خففت كثيراً من مسؤولية الناقل الجوي ، نظراً للمبررات التي كانت سائدة حينها والتي كانت تفقق في حالة الطيران المدني في ذلك الوقت ، فقد كانت الطائرات أقل أماناً ، ولم تكن هناك نظم متطورة للتأمين ، كما أن المستعملين لقطاع الطيران كانوا أقل ، وبالتالي فأن الأرباح التي يمكن أن تجنيها شركات الطيران قد لا تستوعب نفقات أي حادث جوي ، لكن المسألة سرعان ما تغيرت بتغير حال الطيران المدني واشباع نشاطه واقبال الجمهور عليه واتساع رقعة التأمين وأنماطه ، واعتماده على طائرات مستحدثة أكثر أماناً وجودة ، مما أدى الى التغيير في الأحكام المتعلقة بمسؤولية الناقل الجوي عموماً ، والناقل الجوي للأشخاص خصوصاً . وعلى الرغم من أن اتفاقات مونتريال المتلاحقة الى نسختها الأخيرة عام 1999 ، قد شددت من مسؤولية الناقل الجوي ، الا أنه في تصورنا مازال الأمر بحاجة الى مزيد من التشدد ، احتراماً لكرامة الأنسان وتعزيز الثقة في قطاع الطيران ودعم النقل الجوي للأشخاص ، وكل هذا لا يستقيم الا اذا جعلنا الأساس الجديد لمسؤولية الناقل الجوي للأشخاص يكتمن في الخطر الجوي .

الكلمات المفتاحية

النقل، الخطــــر الجـــــوي ، الأساس الجديد لمسؤولية الناقل الجوي للأشخاص