El-Tawassol التواصل
Volume 17, Numéro 3, Pages 166-175
2011-12-31

تداخلات الصوت والصورة وإشكاليات التجريب في (تجربة الشاعر ناصر العلوي)

الكاتب : الكندي محسن بن حمود .

الملخص

تقع هذه الورقة في دائرة التحليل الفني لظاهرة تداخل الصوت والصورة في تجربة الشاعر ناصر العلوي ( المولود عام 1959 ) ، وهي ظاهرة نحسبها مهمة في فهم تجربة هذا الشاعر وفي تفكيك مكوناتها ، فهي تجربة عميقة تحتاج إلى دقة وتمعن بفعل درجة التداخل فيما بينها وبين التداعيات غير المبررة في عالم النص المعجب في هذا المقام من الإبداع الشعري. لقد مثلت تجربة ناصر العلوي أنموذجا لهذه الظاهرة عبر امتدادها الزمني ( قرابة عشر سنوات ) وفي إنتاجها الإبداعي ( ديوانا " نصف الحلم يسرد نصفه الآخر " 1992و " أيام النرد " 1998) لتكون المحصلة سلسلة من المكونات قدمتها هذه الورقة بمقياس الوقوف على النص دون سواه ، وبيان مكوناته الفنية دون البحث في مرجعياته ، وكانت النتيجة عددا من الملاحظات نجملها فيما يلي : - أبرزت الورقة أن ناصر العلوي يقدم هذه الظاهرة الفنية بوعي مستعينا بمعالم التجريب وأفكار الحداثة الشعرية، وأيضا خروجا عن المألوف والسائد في الذائقة الشعرية العربية ومنها العمانية ؛ إذ كان الإيقاع الموسيقي الرنان والبلاغة العربية الرتيبة مكونا الصورة وأحد أعمدتها ، وها هو اليوم ينفض غبارها دون أدنى اكتراث بشروط ومحددات النقاد قدامى ومحدثين ، فهل نجح في ذلك ؟ ! - أظهرت الورقة أن تجربة ناصر العلوي اعتمدت على اللغة وسيلة لبيان تجليات هذه الظاهرة ولاسيما في مستوى التأثير الذي تحدثه في المتلقي، فبدا المتلقي بفعله مأزوما مأسورا غير متوازن في ذوقه مما أضفى به إلى سؤال جريء مفاده : هل حقق الشاعر الخواص الشعرية في هذه الظاهر؟ ، أم أن خطابه مجرد هذيان وتداعيات بل وهيام وأضغاث أحلام بعيدا عن ألـــق الشعر ورونقه ؟ - أكدت الورقة أن الشاعر ناصر العلوي قدير على التصوير والتحليق في فضاء المخيلة الشعرية، وأنه شاعر رسام للوحات، وأن الصوت لديه جزء من اللوحة الكلية التي يحيها اللون بصخبه وجماله. كما أن الصورة لديه لا تعتمد على التشخيص ، أو التقنين في مشهد واقعي ، وإنما هي رمز كلي يتسم بالحيوية ؛ لأنه منبثق من أعماق الحالة الشعورية ، وشمول الرؤية، التي تحققها عادة تجارب الشعراء الشباب المحدثين الذين يحاولون تعميق أصواتهم وربطها بالنماذج الحية من الصور. - بيّنت الورقة من خلال دراستها لهذه الظاهرة دور اللغة في تكثيف المعنى وأنها تشكل القالب المحوري الأهم في تجربة الشاعر؛ إذ أسهمت في دعم التصوير، وبذلك تكون معادلا موضوعيا لخاصية التداخل فيما بينها وبين المشهد وصوته وأحيانا ظله وألوانه. - أوضحت الورقة إقصاء الشاعر لتناصات واقعه ، وبعده عن محيلات تجربته ، وبالتالي انفصال الشاعر عن كل ما يحيط به من مؤثرات واقعية سياسية كانت أم اجتماعية أم ثقافية ، مما كان محصلته سلسلة من التداعيات أقرب إلى البوح الذي يصل إلى الهذيان ، وربما هذا ما يثلم تجربته ويجعلها فضفاضة في بعض الأحايين وإن تداخل الصوت والصورة في المشهد الشعري . وبهذه النتائج تكون تجربة ناصر العلوي الشعرية قد سجّـلت حضورها في خارطة التجربة الجديدة في الشعر العماني وحسبها أن لامست حدود الذات وانطلقت منها ,وقدمت لنا إنتاجا يتوازى مع نظيره إنتاج شعراء المرحلة اغترابا واستقرارا، ونقصد بهم تحديا أولئك الذين اتخذوا المهاجر العربية منفى اختياريا كانت نتيجته دواوينهم الأولى في التجربة الشعرية العمانية الجديدة .

الكلمات المفتاحية

غير موجود