مجلة اقتصاديات شمال افريقيا
Volume 6, Numéro 8, Pages 163-198
2010-06-01
الكاتب : حسين على الزيود . شريفة بوالشعور .
إن المبادلات التجارية أول ما يبررها هو استحالة انغلاق أي اقتصاد على نفسه، ومهما كانت الإمكانات التي يتوفر عليها أي اقتصاد و مستويات التقدم التي يصلها يبقى في حاجة دائمة إلى التجارة الخارجية، التي تساعده في الحصول على ما يحتاج إليه من سلع وخدمات لا ينتجها البلد أو ينتجها بتكاليف مرتفعة من خلال عملية الاستيراد، و كذلك تمكنه من تصريف الفائض من الإنتاج من خلال عملية التصدير إذ أنه يمثل أحد المتغيرات التفسيرية في دالة النمو، و لهذا تسعي الدول المتقدمة و الدول النامية على حد السواء إلى زيادة الصادرات و فتح الأسواق العالمية و مواجهة المنافسة المتزايدة. و تعتبر الصادرات من أهم مصادر العملة الأجنبية ما ينعكس بالإيجاب على تحسين القدرة الشرائية، و ليس هذا فقط بل تتعدى إلى الدفع بالإنتاج الوطني إلى التحسن و التنوع و الاهتمام بالجودة و توسيع حجم الإنتاج مما يساهم في زيادة نمو الناتج المحلي، و هذا ما يؤدي بالتأكيد إلى زيادة المدخرات الوطنية، كما أن زيادة معدلات النمو في الناتج المحلي الإجمالي ستنعكس على تنمية مختلف القطاعات الخدمية و الإنتاجية. و على اعتبار أن الاقتصاد الجزائري اقتصاد فتي يسعي إلى الاندماج في الاقتصاد العالمي و تبني سياسة اقتصاد السوق كمرجع اقتصادي فإنها تصبح من الدول المعنية في نطاق حتمية التبادل نتيجة طابعها الجغرافي، خاصة و أنها تتربع على مساحة شاسعة تتوفر فيها على خيرات لا حصر لها تتنوع بين نباتية , حيوانية و باطنية ( معادن و محروقات).... و رغم توفر الاقتصاد الجزائري على كل هذه الإمكانيات الكبيرة و الثروات المتعددة فانه عند دراستنا لتجارتها الخارجية (التي يتوقف نجاحها على الصادرات)، و عند تحليل الميزان التجاري فانه يبرز لنا الحصة الكبيرة للصادرات من المحروقات و التي تشكل ما يقارب 97% من إجمالي مداخيل العملة الصعبة و إيرادات الخزينة العمومية للدولة، حيث تبقي الصادرات خاضعة لاحتكار مادة واحدة ( المحروقات) و هذا ما أضفى صفة الهشاشة على الاقتصاد الوطني إذ أنه أصبح عرضة للانهيار مع أبسط التقلبات التي تمس السوق النفطي، و هذا ما شهدته الجزائر سنة 1986 عشية إنخفاض أسعار البترول ووصوله إلى مستويات دنيا، مما أدى إلى ظهور تصدع كبير في الاقتصاد الوطني و أدخل الجزائر في أزمة اقتصادية مازالت تتجرع أثرها إلى يومنا هذا. و حيث أن الدراسات السابقة ركزت في الغالب على تحليل الصادرات الإجمالية للجزائر، فان هذه الدراسة سوف تركز على الصادرات السلعية دون المحروقات حيث لا توجد مشكلة في الصادرات النفطية التي تحقق فائضا في الميزان التجاري. و من هنا تأتي الأهمية للقيام بمثل هذه الدراسة في تحديد أثر الصادرات السلعية على النمو الاقتصادي.
الصادرات ، النمو الاقتصادي
بوخاري أحمد
.
شريط حسان
.
ص 33-52.
جهيدة العياطي
.
محمد بن عزة
.
ص 7-28.
لونيس اكن
.
طيب ياسين
.
ص 42-52.
قاسيمي نوال
.
رسول حميد
.
ص 213-225.