مقاربات
Volume 4, Numéro 4, Pages 469-475
2016-03-28

موازنة بين كتابي البرهان في علوم القرآن والإتقان

الكاتب : قرل عبد المالك .

الملخص

لعل ظهور التأليف الموسوعي الجامع لعلوم القرآن هو السمة الجديدة آنداك، حيث كانت في البداية محاولات لضم مجموعة من العلوم الهامة و التي كثرت في تفسيرها الأقوال و تعددت المذاهب، و تضمنت تلك المؤلفات علوما بعدد ، ثم سرعان ما اتجهت الهمم لجمع العلوم التي تخدم النص القرآني في كتاب واحد. و على هذا الأساس أقف عند هذا البحث على جملة الآراء المختلفة حول تحديد أول من صنف في علوم القرآن كعلم مستقل بذاته، بدراسة موازنة بين كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي وكتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي . إن أغلب الذين صنّفوا في علوم القرآن قد أجادوا في عرض الموضوعات و معالجتها – مع تفاوت بينهم في هذه الإجادة – غير أننا نقر و نعترف بالفضل للزركشي صاحب " البرهان " الذي جاء في منتصف هذه المرحلة ، و الذي تولى ريادة هذا المنهج العلمي الدقيق في عرض الموضوعات، الذي سار عليه جلُّ من جاء بعده، حتى الحافظ السيوطي صاحب أشهر المصنفات في هذا الفن أقر بذلك فقال: " و رتبت أنواعه ( أنواع علوم القرآن) ترتيبا أنسب من ترتيب البرهان، و أدمجت بعض الأنواع في بعض و فصلت ما حقه أن يبان، و زدته على ما فيه من الفوائد و الفرائض و القواعد و الشوارد ما يشنف الآذان".(1) ويتجلى لنا من خلال هذا القول اعتماد السيوطي في إتقانه على " البرهان "، فالزركشي – كما هو معلوم- أول من سبق للتأليف في علوم القرآن كعلم مستقل. فالسبق والاقتداء يقتضيان منا وضع موازنة بين الكتابين، لإبراز أنواع علوم القرآن التي بلغت ذروتها في الجمع و الاستقصاء، ولبيان مواطن الاتفاق بينهما، ومواضع تفرد كل منهما.

الكلمات المفتاحية

موازنة ،البرهان ،علوم القرآن،الإتقان