الصورة والاتصال
Volume 5, Numéro 15, Pages 211-232
2016-01-01

الأفلام التسجيلية: الدور الفاعل في بناء صورة الثورة التحريرية وغرس القيم الوطنية:

الكاتب : قلاعة كريمة .

الملخص

تنفرد السينما باعتبارها وسيلة اتصال جماهيرية بدور لا يقل أهمية عن باقي الوسائل الإعلامية الأخرى فهي تجمع بين وظيفة الإمتاع والتسلية من جهة، وكذا تقديم المعلومات والمعارف، وتنمية الحس الثقافي لدى الجماهير من جهة أخرى، بحيث تعتبر وسيلة من وسائل الاتصال الثقافي والحضاري، فضلا على أنها تكون في كثير من الأحيان السبيل الأيسر لتمرير أهداف إيديولوجية محضة، مرتبطة بسياسات دول معينة، ويكون هذا خاصة من خلال ما يعرف بالأفلام الدعائية التي لا تهدف إلى تحقيق الربح المادي بقدر ما تهدف إلى إيصال رسالة معينة إلى الجمهور المستهدف، وكذا العمل على بناء اتجاه أو موقف معين فيما يختص بقضية ما. إذا أردنا تعريف الفيلم السينمائي فيمكننا القول أنه: " مضمون فكري يأخذ في الاعتبار محصلة الثقافة والمعلومات المتعددة، ويعبر عن نظام وخطاب ثقافي واجتماعي وسياسي وفكري محدد، وتماسك عناصره هو الذي يمنح النظام اللغوي المرئي قدرته في التعبير والإجادة " (1). وللأفلام السينمائية أنواع عديدة من أهمها نجد الأفلام التسجيلية أو ما يفضل البعض تسميته بالأفلام الوثائقية التي" يُعنى بها في الاصطلاح الفرنسي documentaire Film: "" الفيلم وثيقة عن المكان أو الحدث أو الشخص الذي يتناوله"، أما المفهوم الإنجليزي لهذا النوع من الأفلام Documentary film: فإنه لا يكتفي بتسجيل الحقيقة وحدها، وإنما يضيف إليها الرأي أيضا"(2)، ومن بين التعاريف المعتمدة في هذا الصدد نجد ما قدمه الاتحاد الدولي للسينما التسجيلية عام 1984: " كافة أساليب التسجيل على فيلم لأي مظهر للحقيقة، يُعرضُ إما بوسائل التصوير المباشر، أو بإعادة بنائه بصدق، وذلك لتحفيز المُشاهد لعمل شيء، أو لتوسيع مدارك المعرفة، والفهم الإنساني، أو لوضع حلول واقعية لمختلف المشاكل في عالم الاقتصاد أو الثقافة أو العلاقات الإنسانية (3). وباعتبار هذا النوع السينمائي ظاهرة اجتماعية لارتباطه ارتباطا وثيقا بالنظام الاجتماعي(4)، ولأن وسائل الإعلام كانت ولا تزال طرفا رئيسا في أي لعبة سياسية، ولكون الديمقراطية تطورت موازاة مع تطور وسائل الإعلام(5)، فإن السينما كوسيلة اتصال جماهيرية كانت من أهم الوسائل المستخدمة لتحقيق الدعاية والدعاية المضادة خلال الثورة التحريرية الجزائرية سواء من قبل الجزائريين أو المستعمر الفرنسي، فكلا الطرفين اعتمدا على الصورة كسلاح فعال في تشكيل الاتجاهات والمواقف والآراء الداخلية والخارجية، هذا يجعلنا نطرح تساؤلات عدة على غرار: لماذا تم اللجوء إلى السينما كوسيلة مساندة إلى جانب الكفاح المسلح أثناء الثورة التحريرية؟ كيف كان المستعمر يوظف السينما والصورة ضد الشعب الجزائري؟ أين تكمن قوة الأفلام التسجيلية الجزائرية كإعلام ثوري؟ وما واقع إنتاج الأفلام الثورية قبل وبعد الاستقلال؟

الكلمات المفتاحية

الأفلام التسجيلية: الدور الفاعل في بناء صورة الثورة التحريرية وغرس القيم الوطنية: