مجلة المواقف
Volume 12, Numéro 1, Pages 9-30
2017-06-30

الجغرافية التاريخية لبلاد الزّاب من الفتح إلى منتصف القرن الخامس الهجري/الحادي عشر ميلادي: دراسة في تطور المجالات والمواقع

الكاتب : علي الهطاي .

الملخص

تعدّ الجغرافية التاريخية إلى جانب علوم أخرى مثل علوم التضاريس والمياه والخرائط، بالإضافة إلى المعجمية مثل الموقعية والمصطلحات الأثرية أحد المناهج العلمية في دراسة علم التاريخ. وقد ازداد الاعتناء بهذا المبحث خاصة بعد أن نبّهت إلى أهميته مدرسة الحوليات الفرنسية (حسن،م،2004: 7) وتكمن أهمية هذا العلم في تحديد التوزع الجغرافي للقرى والمدن وضبط المسالك والطرقات مما يساعدنا على استقراء الوضع السياسي والاقتصادي للمجتمعات. وفي هذا الصدد حاولنا دراسة مجال بلاد الزاب خلال الفترة الوسيطة وأهم مدنه وقراه التي كان لها دور محوري في سير الأحداث. فقد كان لإقليم الزّاب عبر العصـور التاريخية دور محوري في التأثير على أحداث بلاد المغرب الإسلامي فهو يحتل وسط بلاد المغرب بما يجعله قادرا على الإطلال على كلّ البلاد، وهو ما انعكس على دوره التاريخي بأن كان لمجاله دور في إفراز الممالك، وكانت ربوعه مسرحا للكثير من الأحداث السيّاسيّة والاقتصاديّة، كما شهدت مدنه وقائع حاسمة ومحطات بارزة في سياق هذا التاريخ، ويكفي أنّه كان منطلقا للكثير من الدّول التي تعاقبت على حكم إفريقية خلال الفترة الوسيطة على غرار الدولة الأغلبية والفاطمية والزيرية والحمادية، كما أنه مثّل على مرّ التاريخ مركزا للتمرّد والثورات والحركات المناوئة للسلطة المركزية، كما أن الزاب مكتسب لقاعدة اقتصادية متينة بفضل ضمّه لمنطقة الواحات وبتمثيله بوابّة للصحراء في التجارة نحو بلاد السودان. كما أن تباين تضاريسه ومناخه من الشمال إلى الجنوب قد انعكس على ثرائه الاقتصادي، كل هذه المعطيات أعطته أهمية جوهرية خلال مختلف الفترات التاريخية.

الكلمات المفتاحية

الجغرافيا؛ التاريخ؛ الزاب؛ إفريقيا؛ السودان