مجلة الدراسات العقدية ومقارنة الأديان
Volume 7, Numéro 1, Pages 317-330
2017-06-15

معالم الإصلاح عند صوفية الغرب الإسلامي خلال القرنين السادس والسابع الهجريين

الكاتب : نادية حمالي .

الملخص

يعتبر موضوع الإصلاح من أضخم الموضوعات، وهو أساس بناء المجتمع، كما أنه وما يزال المقوم والركيزة الأساسية للتقدم والخروج من الأزمات على اختلافها زمانا ومكانا وشدة وضعفا، وكثيرا ما كانت الظروف السياسية المفروضة من الخارج هي التي تقوي الرغبة في الإصلاح وتدعو إليه، ولعل هذا الأمر هو الذي حذا بصوفية القرنين 6 و7هـ/12 و13م إلى اتخاذ صفة المصلحين، خصوصا وأن تلك الفترة عرفت اضطرابات على جميع المستويات في تاريخ المغرب. من جهة أخرى عرف التصوف أحكاما متناقضة بين المؤيدين له والمعارضين كما يظهر من خلال بعض الممارسات المحسوبة على التصوف والتي لا تمت إلى حقيقته بصلة. إذ كثيرا ما يُساء إليه بتلك الأحكام الجاهزة والمسبقة أكثر مما يخدمه . زد على ذلك التصور المغلوط لدى فئة كبيرة من المتنورين الذين يطعنون في التصوف جملة وتفصيلا باعتباره انحرافا فكريا ودينيا يعطل العقل والعلم ويعرقل البناء والتعمير والمشاركة في صرح الحضارة ,إذ كثيرا ما يسمونه بالسلبية والخمول والعطالة والبطالة والتخلف, ولذلك كان لزاما علينا أن نقف موقف المصحح والموجه نحو حقيقة التصوف وبيان أهميته و قيمته، و معناه الشرعي ما يقربه من الفهم الصحيح قدر الإمكان. وسأحاول في هذا المقال التركيز على أهم معالم الإصلاح عند صوفية الغرب الإسلامي خلال القرنين 6و7هـ/12و13م من خلال عدة مستويات. وقد اخترنا هذه الفترة بالذات باعتبارها فترة تقعيد للفكر الصوفي بالمغرب، ومنه انطلق وانتشر في باقي البلاد ، بالإضافة إلى تفنيد المزاعم القائلة بأن الصوفية طائفة من العباد انعزلت عن الناس وتقوقعت على نفسها في الصحاري والقفار.

الكلمات المفتاحية

الإصلاح، الصوفية، الغرب الإسلامي