مجلة الحضارة الإسلامية
Volume 17, Numéro 29, Pages 121-134
2016-06-01

حجاجية المقال الديني عند ابن قيم الجوزية رحمه الله

الكاتب : أحمد زاوي .

الملخص

الحجاج مفهوم قديم ظهر عند الغربيين منذ العصر الأرسطي، وذلك لحاجة المفكرين إلى هذا الأسلوب من خلال الحوار بينهم في مختلف المسائل، عندما يتعلق الأمر بالاختلاف الفكري بينهم في مختلف المسائل حول موضوع ما . ومن الخطأ أن نعتبر الحجاج مفهوما حديث النشأة، أو أن القدامى لم يتناولوا هذا العلم، لأنه موغل في القدم، ويمتد تاريخه إلى أزيد من خمسة وعشرين قرنا من الزمان 1. وقد كان السوفسطائيون * يعقدون نقاشات فلسفية ذات منزع لغوي، توليدي للأفكار، الأمر الذي أسفر عن اهتمام بالغ بالطرق الحجاجية والإقناعية 2، وذلك من خلال محاوراتهم مع أفلاطون حول بعض القضايا الفلسفية واللغوية المختلفة، وقد نتج عن ذلك مقالات فلسفية مختلفة. ويرى هشام الريفي أن تلك الفترة اليونانية القديمة ظهر فيها نوعان من الحجاج " حجاج بحجاج في مسائل فلسفية مختلفة، وحجاج في ما ينبغي أن يكون به الحجاج خطابان متقابلان ناشران لنظريتين مختلفتين إلى وضع القول في علاقته بمسألتي المعرفة والقيم الحاضنة للاجتماع الإنساني 3". وكانت تلك المقالات الفلسفية تنبئ عن اهتمام الفلاسفة بالحوار، واعتماد الحجج المختلفة لإقناع الآخرين والتأثير عليهم وإضعاف براهينهم بمختلف الوسائل والتوسل بالمنهج الحجاجي لنشر أفكارهم، ودحض آراء خصومهم من المتكلمين في مواضيع مختلفة. ونستنتج مما سبق أن ذلك الجدل والمقالات الحجاجية كانت تعرض آراء الفلاسفة والمفكرين، وتطرح آراءهم حسب تصوراتهم واعتقاداتهم وفلسفاتهم ونظراتهم للحياة

الكلمات المفتاحية

ابن القيم الجوزية الفلسفة الدينبة