التواصلية
Volume 2, Numéro 2, Pages 26-56
2016-04-01

فنون الشعر العربي المستحدثة ـ تأصيلا وأوزانا

الكاتب : محمد زوقاي .

الملخص

يعتقد كثير من الدارسين و الباحثين أن أوزان الشعر العربي تتلخص كلها في عروض الشعر العربي وقوانينه وبحوره التي وضعها، أو وصفها الخليل بن أحمد منذ أواسط القرن الثاني الهجري، ولم يتمكن أي عالم أن يضيف إلى ما ذكره الخليل شيئا يمكن أن يلتفت إليه، أو يعتبر تميزا يخالف الخليل، فالبحور خمسة عشر أو ستة عشر، والأضرب أي الأوزان لا تزيد عن ثلاثة وستين ضربا. والزحافات والعلل هي نفسها التي حددها الخليل من خلال استقرائه للشعر العربي آنذاك، و بيينه لما يمكن أن يتحرك في إطاره الشاعر داخل الوزن وما لا يمكن. وكل ما جاء عند الجوهري في عروض الورقة أو عند حازم القرطاجني في منهاج البلغاء وسراج الأدباء وغيرهما ممن حاولوا تقديم إضافات للعروض كلها لا تعدو أن تكون توسعا في مسألة أو هي رأي في جزئية من القواعد الكلية للعروض. لكن لم يُعْنَ هؤلاء الباحثون بما أنتجه الشعراء من أوزان مستحدثة و قوالب شعرية جديدة من خلال تجاربهم الشعرية في إطار اللغة الفصيحة والعامية على السواء، رغم ولع الخاصة من الناس والعامة بتلك الأشعار واحتفائهم بها أيما احتفاء في مجالس الأمراء والخلفاء، وتدوينها في كثير من المراجع التي تهتم بالأدب. إننا نقصد بهذه الأشعار الفنون الشعرية المستحدثة بعد الخليل بن أحمد أي بعد وضع قواعد الشعر من حيث الأوزان، و تقيد الشعراء بتلك القوانين في النظم. و رغم ذلك ظهرت في أزمان متفرقة فنون شعرية لا تقل جودة و نظاما عن القصيدة العربية المعروفة منذ الجاهلية، مع تفنن في أوزانها سواء ذلك في الشعر الفصيح والشعر العامي. والفنون المستحدثة هي الموشح، و الدوبيت، والزجل، والمواليا أو الموال، والكان وكان، والحماق والقوما، ويضاف إليها السلسلة، وبعض الباحثين المحققين يحذفون الحماق لأنه شعر مصنف في إطار الغرض الشعري وليس في إطار الوزن. فهو شعر هزلي و بعض المصادر تضيف القصيدة أي الشعر القريض وتضعها كلها بعنوان: فنون النظم مثلما هو الحال عند صفي الدين الحلي في كتابه: العاطل الحالي والمرخص الغالي. ويكون مجموع هذه الفنون المستحدثة في الشعر العربي سبعة فنون. و لهذه الفنون الشعرية أوزان خاصة مذكورة في مراجع قليلة منها على الخصوص كتاب العاطل الحالي والمرخص الغالي لصاحبه صفي الدين الحلي، وكتاب الدر المكنون في سبعة فنون لمحمد بن إياس الحنفي، وكتاب الفنون الشعبية غير المعربة لرضا محسن القريشي، كتاب المستطرف في كل فن مستظف للأبشيهي، وكتاب تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب لمحمد بن شنب، وكتاب ميزان الذهب للسيد أحمد الهاشمي. وهناك كتب أخرى ذكرت بعض هذه الأغراض مثل كتاب دار الطراز في عمل الموشحات لابن سناء الملك، تحدث فيه عن الموشحات. وكتاب بلوغ الأمل في فن الزجل لابن حجة الحموي تحدث فيه عن الزجل وأوزانه وأغراضه، وكتاب نفح الطيب للمقري ذكر فيه الموشحات. وهناك رسائل وبحوث رائدة في دراسة الزجل و الشعر الملحون، نذكر منها على الخصوص الزجل في الأندلس لعبد العزيز الأهواني والزجل في المغرب وكتاب معلمة الملحون لمحمد الفاسي. و لصاحب المقال رسالة دكتوراه بعنوان العلاقة بين الشعر الفصيح والشعر العامي في ضوء العلاقة بين الفصحى والعامية.

الكلمات المفتاحية

فنون الشعر العربي المستحدثة-أوزان الشعر العربي -عروض-الخليل بن أحمد -الزحافات والعلل -حازم القرطاجني .