مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري
Volume 6, Numéro 1, Pages 135-142
2009-03-01

شعرنة النكتة دراسة في لافتات أحمد مطر

الكاتب : بن صالح نوال .

الملخص

عرف الفلاسفة منذ زمن بعيد الإنسان بأنه حيوان ضاحك و مضحك أيضا.و دوافع الإنسان إلى الضحك كثيرة و أنواعه كذلك ، و يتحدث العقاد عن أنواع الضحك: "هناك ضحك السرور والفرح و هناك ضحك السخرية و الازدراء، و هناك ضحك المزاح و الطرب ، و هناك ضحك العطف والمودة و ضحك الشماتة و العداوة، وهناك ضحك المفاجأة و الدهشة..." [1] و تكمن دافعية الإنسان إلى الضحك في التنفيس عن الآلام المكبوتة، و رؤية الأشياء على غير ما يعهده الإنسان و قد يكون الضحك نوعا من التعالي فوق كروب الحياة ومظاهر الصراعات المادية فيها. [2] يقول الجاحظ:" أجملوا هذه النفوس بشيء من الهزال لتستعين به على الجدّ."[3] والضحك قد يكون مقصودا لذاته و يمكن أن يكون غير مقصود، فقد يحدث في مناسبات لا تتوقع فيها أن تضحك مثلما يحدث في الجنازات. وقد ورد في بعض كتب التراث أنّ رجلا ذهب إلى جنازة مات فيها أحد الرجال فوجد شقيقه يتلقى التعازي.. و كان الشقيق الحي بالغ الإعياء، شديد الهزال و التعب. فقال له الشخص الذي ذهب لتقديم العزاء: من المتوفى؟ أنت أم أخوك؟ هنا ضحك بعض الحاضرين ضحكا شديدا بسبب غرابة التعليق.[4] لكن الضحك المقصود في بحثنا، هو الضحك الممزوج بالمرارة و الذي تستدعيه النكتة ، وهي ليست النكات المعروفة التي تطلقها العامة فلا يُعرف لها صاحب ، بل نكات يطلقها الشعراء الساخرون من واقعهم ،يحاورون بها قراء على درجة من الوعي و التسامي تجعلهم عنصرا فاعلا في تلقي هذا النوع من الإبداع المتميز. فالضحك والفكاهة من موجبات الإبداع ومسببات تنشيط العقل و الخيال و الحس الاجتماعي بل هو وسيلة إيجاد نوع من العلاقات المشتركة بين الناس.

الكلمات المفتاحية

شعرنة، النكتة، دراسة، لافتات، أحمد مطر