مجلة الحكمة للدراسات الفلسفية
Volume 3, Numéro 6, Pages 161-180
2015-10-15
الكاتب : زكريَّاء بركات .
إنَّ الخاصيَّة الرَّئيسة التي تفرَّد بها النِّظام الاجتماعي الإسلامي من سائر النُّظُم الاجتماعيَّة التي عرفتها البشريَّة قبل الإسلامِ وبعده؛ هي أنَّه نظام ربَّاني، وأمَّا الأُخرَى فهي نُظُم وضعيَّة، ومن هذه الخاصِّيَّة تنبُعُ كُلّ الخصائص التي تُحَدِّدُ طبيعة هذا النِّظام. والمجتمع الإسلامي لم يَسلُك تلكَ الطَّريق التي سَلَكَتْهَا النُّظُم الاجتماعيَّة الوضعيَّة – التي هي من صُنعِ المجتمع ذاته؛ سواء عن طريق فلسفة معيَّنة يبتدِعُهَا أفراد ثُمَّ يعتنقها الجماعة وتتكيَّف بها، أو عن طريق تطوُّرات واقعيَّة في حياة المجتَمَع–؛ لأنَّهُ برز إلى الوجود نتيجة نظام ربَّاني قائم على العقيدة الإسلاميَّة والشَّريعة القائمة على هذه العقيدة، فكان المجتمع الإسلامي بكلِّ مقوِّماته وخصائصه انبثاقاً من هذه العقيدة ومن تلك الشَّريعة التي ليس للبشر فيها من عمل إِلاَّ تلقِّيها والتَّكيُّف بها والتَّقيُّد بقالبها والنُّموّ في حُدودها..، ومن ثَمَّ فهو نِتَاج العقيدة والشَّريعة الرَّبَّانيَّتين؛ وهو على هذا نظامٌ ربَّاني. يقول أعزّ القائلين سبحانه وتعالى في مُحكَمِ التَّنزيل وأحسنِ القِيلِ: ((كُنْتُمْ خَيرَ أُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ))، وهذا التَّعبير "أُخْرِجَتْ" يَدُلُّ دلالة واضحة على حقيقة نشأة هذه الأمَّة وحقيقة النِّظام الذي يقومُ عليهِ وُجُودهَا، فهي أمَّةٌ مخرَّجةٌ إخراجاً وِفْقَ نموذَج معيَّن يُحقِّقُهُ نظام معيَّن، وهي لم تخرج نفسها وِفْقَ نموذَج من تصوُّراتِهَا العقليَّة أو ضرورتِهَا؛ إنَّما وُضِعَ لها نظامها من لَدُن خالقِها، وَأُخْرِجَتْ للنَّاسِ على وِفقِهِ إخراجاً ربَّانِيًّا.
الدِّين – الأخلاق – السُّلوك – التَّربية – الحضارة
بن علي محمد
.
ص 74-90.
حمدي أبوالقاسم
.
بعاج الهاشمي
.
ص 154-172.
ساسي عنتر
.
ص 171-186.
هميسي عبد الرشيد
.
حنانشة مصطفى
.
ص 304-316.