مجلة الآداب و اللغات
Volume 24, Numéro 1, Pages 94-110
2024-05-06

الخيال وفنتازيا القيم الملحميّة من خلال الأغنيّة التونسيّة ملزومة "المعلّم" للأديب علي لسود المرزوقي مثالا

الكاتب : الزواري أمين بن أحمد .

الملخص

ما تزال ثقافتنا الشعبية المترسبة في مجتمعات المغرب العربي عامة وتونس خاصّة تراكم بشكل تصاعديّ قدرًا عظيما من المثل والقيم والحكم والمأثورات الشديدة الثراء والتنوع... ولأنّها ما تزال حيّة فينا وحاضرة في ذاكرتنا، فإنّه من الغبن أن نتجاهل تأثيرها في مجتمعاتنا حتى وإن بلغت من التطور والرقيّ منزلة أكثر تجذرا وتعقيدا. وهذا التأثير يطفو جليّا كلّما عشنا تجربة ثقافيّة استعاديّة تمارسها فنوننا القوليّة أو السمعيّة أو البصري... من هذه الفنون نتناول في مقالنا فنّ الأديب الشعبي، المعروف في بعض ربوع تونس بالشعر والغناء الشعبيين، وهو موروث ثقافيّ ضارب في القدم ويمثل أحد الروافد التي تغذى المخيال الشعبي بجملة من الصياغات المعرفيّة والمثل والقيم والرموز الشعبية التي يعمل الأديب (الشاعر المغني) على استعادتها علّها تؤصّل صورة الإنسان والعالم التي يصوغها المخيال. إنّ "الملزومة" وسيط تعبيريّ قادر على ابتعاث رصيد من المعاني والقيم تعطي لهذا الفنّ حضورا يمكنه من أن يصبح جزءا من الخيال الاجتماعي والثقافيّ الجمعيّ والفردي ويسهم -مثلما يؤكده فلاسفة العصر_ في جعل المخيال قادرا على صياغة تصورات ديناميكيّة ومستقبل بنفس القدر الذي يكون فيه خزانا للذاكرة لا ينضب. ولعلّ اشتغالنا على المخيال وفنتازيا القيم الملحميّة من خلال ملزومة "المعلّم" لأديب علي الأسود (من الجنوب التونسي) يمكن أن يسهم في الكشف عن تمثلات المخيال الشعبي في الأغنية التونسيّة.

الكلمات المفتاحية

الأغنية الشعبية التونسيّة غناء الأديب ملزومة المعلم المخيال القيم الملحميّة