مجلة الحكمة للدراسات الاجتماعية
Volume 12, Numéro 1, Pages 57-100
2024-04-09

مدى مناسبة طرق البحث في العلوم الإنسانية لشرح مسالك البشر المسبور

الكاتب : استاذ دكتور خالد بن رشيد العديم .

الملخص

يتكون الإنسان بمجمله على الأقل من جسده وروحه وعقله، وليصل الإنسان إلى المعلوم عقلاً ابتكر مناهج لكشف المجهول، إنّ من المناهج التي طورها الإنسان مؤخرا المنهاج التجريبي، ويعزى تطويره لعلماء البشر ومنهم المسلمون، الذين لم ينكروا به مصادر المعلوم الأخرى. ففي حين أنه قد ناسب العلوم الطبيعية سبرا، فإنه غير مناسب لفهم الإنسان مادةً وروحاً وعقلاً وفكراً وسلوكاً، إن الإنسان قد خلق ومعه العلم والبيان، وله الاختيار، فمحاولة دراسة مسالكه بتجرد عن بواعثه ليس من التمام. إن الإنسان يسلك السلوك جسدا وروحا وفؤادا وعقلا. إن العلوم الإنسانية المعنية بدراسة البشر وثقافتهم بينها تداخل لدراسة السلوك الاجتماعي البشري، فعزل الظاهرة الإنسانية التي يتداخل فيها ما هو ذاتي واجتماعي وثقافي، ودراستها دراسة موضوعية كما تُدرس الموضوعات الطبيعية في العلوم التجريبية محل نظر، إن مدعاة الترويج بتطبيق المنهاج التجريبي والفلسفة الوضعية في العلوم الإنسانية ليكون فلسفةً تنظيريةً مدفوع بتنظيم المجتمع الداهم متمثلاً بالرأسمالية، فهو ربيط الرأسمالية، فبقديم الإنسان على أنه ركام من المادة به اعلاء شأن الغرائز الإنسانية والعواطف والأهواء البشرية، إنّ المادية عقيدة قديمة تفتقر إلى أي أساس علمي أو سند من نصٍّ وصلنا وحياً، فهي ذريعة إنكار الخالق، فالظواهر في الحياة الاجتماعية معقدة لا تخضع للطريقة العلمية كون الإنسان متمرد على الدراسة والتحكم بسلوكياته والتنبؤ بها لقدرته على تخط ذاته المادية وعالم المادة، بل هي دين جديد رأي كونت فيه خلاص بشر أوروبا من سيطرة رهبانها ليكون قسيسهم، إن حاجة الإنسان للدين أصيلة مغروزة ومبطونة في خلد الإنسان، فليرى الفرد فيما يعتقد. الكلمات الدالة: الإنسان؛ العلوم الإنسانية؛ الفلسفة الوضعية؛ المنهاج التجريبي؛ الدين.

الكلمات المفتاحية

الإنسان ; العلم الإنسانية ; الفلسفة ; المنهاج التجريبي ; الدين