دراسات تراثية
Volume 5, Numéro 1, Pages 123-186
2011-12-31

ملامح تخطيط العمائر الدينية المرينية بالمغرب الأقصى ومدينة تلمسان بالمغرب الأوسط- دراسة آثارية مقارنة

الكاتب : محمد السيد محمد أبو رحاب .

الملخص

ترتب على ضعف سيطرة دولة الموحدين على أملاكها إثر هزيمة العقاب (609 هـ/ 1212م) قيام أربع دول مستقلة تقاسمت ممتلكاتها ببلاد المغرب والأندلس، ثلاثة منها بالمغرب، هى دولة بنى حفص بتونس(626 هـ/1228م)، ودولة بنى زيان بتلمسان(633 هـ/1235م)، ودولة بنى مرين بفاس(668 هـ/1269م)، والرابعة بالأندلس وهى دولة بنى نصر بغرناطة(635 هـ/1237م)، وكانت دولة بنى مرين تطمح إلى إعادة المشروع الموحدى، وهو توحيدبلاد المغرب تحت حكمها، لذلك فقد احتدم الصراع بينهم وبين جيرانهم وأبناء عمومتهم بنى زيان، الذين عرقلوا زحفهم نحو الشرق، ورغم ماترتب على هذا الصراع من نتائج سلبية ،كان أهمها إضعاف قوة هاتين الدولتين معاً، فقد كانت له نتائج إيجابية فى مجال العمران والعمارة، إذ صاحب الوجود المرينى بالمغرب الأوسط إنشاء مدينة تلمسان الجديدة أو المنصورة المجاورة لتلمسان القديمة ، والتى مازالت رغم تخريبها على يد بنى زيان تحتفظ باجزاء من سورها الضخم، وبقايا مئذنة مسجدها التى يفتح فى قاعدتها المدخل الرئيس للجامع، كما شيدوا عديد من المساجد والمدارس مازال قائماً منها مسجد سيدى بومدين بالعباد قرب تلمسان (739هـ/1339م)والمدرسة المجاورة له(747هـ/1346م)وهما من إنشاء السلطان أبو الحسن المرينى، ومسجد سيدى الحلوى بتلمسان الذي شيده السلطان أبوعنان فارس المرينى(754 هـ/1353م)، فقد عرف عن سلاطين بنى مرين شغفهم بالبناء والتعمير، إذ شيدوا بالمغرب الأقصى عديد من العمائر المدنية والحربية ومجموعة رائعة من المنشآت الدينية من مساجد ومدارس وزوايا وغيرها،مازالت نماذج كثيرة منها قائمة حتى الآن بحالة جيدة،وقد كانت هذه العمائر المرينية سواء المشيدة بالمغرب الأقصى أو تلك التي شيدت بتلمسان والمنصورة والعباد،موضوع عديد من الدراسات الآثارية الجادة، تناولتها بالوصف والتحليل المعمارى والزخرفى،في حين يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على البعد المقارن بين تخطيط هذه العمائر المرينة فى كل من هذين القطرين، وإبراز جوانب التميز والانفراد، ومحاولة تفسير هذه الجوانب قدر الطاقة ، سيما وأن هناك عديد من أوجه الشبه والاختلاف بين هذه العمائر في العناصر التخطيطية والإنشائية،رغم اشتراكها فى البناء على يد نفس السلاطين

الكلمات المفتاحية

العمائر الدينية؛ المغرب الأقصى؛ تلمسان؛ المغرب الأوسط.