سلسلة الأنوار
Volume 13, Numéro 3, Pages 227-252
2023-12-20

مسرح الطفل ورهانات التنشئة الاجتماعية والثقافية من خلال مسرحية "سليمة واللقلق"

الكاتب : الصامت عروس إيمان .

الملخص

عبر البعد التربوي للمسرح، يحلو للتنشئة الاجتماعية والثقافية الغوص في أغوار النفس والنفاذ إلى الجهاز النفسي للطفل بكل تجلياته كمشروع ائتلافي يرافق مسار حياته باعتبار أن عملية تنشئة وإعداد الطفل وصقل مواهبه وتأهيله فكريا ومعرفيا واجتماعيا ونفسيا لا تتوقف عند مرحلة معينة بل إن الطفل في حاجة إلى التنشئة الاجتماعية المتواصلة المستمرة والمتصلة تبعا لتغير مراحل النمو التي يمر بها و تبعا لتغير الظروف التي يعايشها.ويسعى مسرح الطفل لتزكية الخيال والذاكرة في منظومة التعلم الاجتماعي عند الطفل بتخزين الأفعال والأقوال التي تظهر ضمن الممارسات اليومية باعتبار أن ما يكتسبه الطفل ما هو إلا تمثيل رمزي لنماذج الأفعال و ما يتعلمه يختزن في الذاكرة لكي يستخدم كمرشد أو موجه في السلوك المستقبلي . فالطفل يتسم بالدافعية التي تحفزه على التعلم المستديم من المجتمع ومن الفن و بذل الجهد في الاكتشاف بقصدية التعلم التي تستكنه حركة الواقع الدائمة و اختلاجات الفرد النفسية و السلوكية ليسهم الطفل في تنشئة نفسه عبر اندماجه داخل منظومة الفعل والتلقي المسرحي.وكمقاربة ممارستية سنستحضر عملا مسرحيا تونسيا بعنوان "سليمة واللقلق" نص بشير بوعلي اخراج محمد الصالح عروس سينوغرافيا ايمان الصامت انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية باجة بدعم من وزارة الثقافة التونسية 2022. حيث تطرح المسرحية مسألة العلاقات الأسرية والرجوع إلى العادات والتقاليد الاجتماعية ضمن تصوّر بيداغوجي موّجه للطفل والناشئة، لتنصهر في داخله العادات والتقاليد ويتناقلها بشكل تطوري ومستديم إضافة إلى ما تلعبه من دور متجذر في النمو الحسي و العقلي و الأخلاقي على نطاق ذهني و حيوي ، وذلك من خلال استرجاع الأفكار الأساسية لهذا الموروث البصري المادي واللامادي ودفع الطفل للتفكير فيه كمسار للفعل الابداعي من خلال مراجعة فنية لمنظومة الاستهلاك الثقافي والتراثي التى غابت عن أطفال اليوم.

الكلمات المفتاحية

مسرح الطفل- التنشئة الاجتماعية -التنشئة الثقافية