أسئلة و رؤى
Volume 1, Numéro 2, Pages 39-69
2020-06-01

الطرق الصوفية في المجتمع الجزائري وأدوارها في إرساء قيم التسامح وروح الانتماء «الطريقة الرحمانية نموذجاً».

الكاتب : حميد نقروش .

الملخص

لقد لعب المتصوفة دوراً اجتماعياً وتربوياً كبيراً، انعكس على حياة وأخلاق هذه المجتمعات، خاصة المجتمع الجزائري، لقد عرف عنهم أنهم فاعلون اجتماعيون هدفهم إرساء قيَّم التعاون والأخلاق الحسنة لضمان حياة سعيدة للفرد في الدنيا والآخرة. وسنركز من خلال هذا التقديم على طريقة صوفية، ذاع صيتها في المجتمع الجزائري نظراً لما تدعو إليه من احترام لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ودعوة مريديها إلى العمل على نشر الخير والفضيلة، وتدريس العلوم الشرعية، وتربية الأبناء على الأخلاق الحميدة، وتقاليد الآباء والأجداد، وغرس الإيمان في قلوب الناس، وتعليم الناس أمور دينهم... إنها الطريقة الرحمانية. كما سنحاول التطرق إلى مفهوم التصوف والصوفية، من خلال مقاربة سوسيوــــ تاريخية للتصوف في الجزائر، الأبعاد الرمزية للممارسة الصوفية. مع تركيز أكثر على ماذا قدمت الطريقة الرحمانية للتيار الصوفي في الجزائر؟ من خلال إنتاجاتها؟ آثارها العلمية؟ الفكرية؟ أعلامها وأبرز علمائها؟ الأساس في المسألة هو الدعم المادي والمعنوي الذي تحظى به الحركة الصوفية من قبل السلطة، والتأطير الرسمي لخطابها في مناسبات عدة، إضافة إلى أن الزاوية كمؤسسة تعتبر أداة أو قناة لتمرير الخطاب الإيديولوجي وتحقيق الولاء السياسي وتعزيز القناعات الفردية والجماعية. فإذا نظرنا من الناحية الاجتماعية فنجد أن زوايا الطرق الصوفية في الجزائر عملت على إزالة الخلافات بين مختلف فئات المجتمع وفك النزاع بين العشائر والقبائل، لذلك نجدها كثيرة في المدن والأرياف والتي بدورها تؤدي دوراً اجتماعياً كإيواء العجزة والمساكين والغرباء وليكون بذلك الشيخ الذي يترأس أو يمثل الزاوية أو الطريقة هو بمثابة المسؤول والحاكم بين أفراد المجتمع ويفصل في جميع القضايا والخلافات الاجتماعية، بالإضافة إلى الدور التربوي الذي يقدمه كذلك من تعليم لسكان وهذا ما جلب لها التأييد والطاعة المطلقة

الكلمات المفتاحية

الممارسة الصوفية_الطريقة الرحمانية_الأبعاد الرمزية للممارسة الصوفية._المجتمع الجزائري