المناهل
Volume 1, Numéro 2, Pages 88-102
2016-06-01

توظيف الصوت في الدلالة على المعنى في كتابات الإبراهيمي -مناجاة مبتورة لدواعي الضرورة: أنموذجًا

الكاتب : حسنية عزاز .

الملخص

عُرفت العربيّة بأنّها أغنى اللغات بالأصوات حتّى كأنّ تردُّد حروفها، ومخارجها أنغام من الموسيقى. وإذا كان الشعر عمومًا، والشعر العربيّ خصوصا، وبحكم طبيعته، هو المجال الواسع لتوظيف الأصوات واللعب بها، فإنّ النثر الأدبيّ، وهو أخوه، لم يعدم توظيف الصوت في التأثير في المتلقّي، وأسْر ذوقه واهتمامه. ولعلّ من أكبر من استعمل الصوتَ اللغويّ، ووظّفة للدلالة في الجزائر، "محمد البشير الإبراهيمي" الذي كان يتعمّد توظيف الصوت اللغويّ ويلعب به في مقالاته الكبيرة، أومقالاته العيون، التي كان ينشرها في جريدة البصائر. وقد يكون نصّ (مناجاة مبتورة، لدواعي الضرورة) المجال الأرحب الذي ظهر فيه توظيف الصوت وتسخيره لرسْم دلالة المعنى. ويبدأ توظيف هذا الصوت من عنوان المقامة نفسها، (وقد كتبها بأفلو وأرسلها إلى أصدقائه بقسنطينة بمناسبة إحياء الذكرى الأربعينيّة لوفاة صديقه الكبير عبد الحميد بن باديس، وذلك حين منعه الاستعمار الفرنسيّ من التنقّل إلى هناك)، حيث نجد الشيخ يقدّم العنوان في جملتين، كلّ منهما تتكوّن من لفظين، وكلّ ثاني لفظ فيهما ينتهي بإيقاع يتزاوج مع صاحبه. لقد صبّ الشيخ الإبراهيمي في هذا العمل الأدبيّ الجميل عواطفه الجيّاشة، وأظهر وفاءً كبيرا للصداقة، موظّفا لذلك لغة تحكمها الأصوات، ويسيطر عليها الإيقاع.

الكلمات المفتاحية

العنوان، الدلالة الصوتية، إيقاع، أدب جزائري، خطبة.