مجلة الحكمة للدراسات الأدبية واللغوية
Volume 2, Numéro 2, Pages 7-30
2014-03-01

الْغَـوْثِيَّــــة من خلال الانتاج الملحمي التراثي الجزائري*

الكاتب : بوخالفه عزِّي .

الملخص

الجزائريين الذين اشرأبت أعناقهم لأداء دور حضاري كبير في بحيرة الأبيض المتوسط وما بعدها، وظهر هذا الطموح فيما تركه شعراء شعبيون عاصروا السقوط وأرخوا له بطريقتهم، وتحول رثاء المدينة المتهافتة إلى بكاء ودم ينز من جروح غائرة، مازال أنين أصحابها صدى يتردد في متاهات التاريخ ويشهد على ذلك السقوط المريع. بيد أن الحالة النفسية الناجمة عن صدمة الانهيار السريع للجزائر لم تتوقف عند حالة الشعراء الشعبيين الجزائريين الذين رصدوا الحادثة وتفاعلوا معها وعبّروا عن هول ما حدث في حينه، فقد انطلقت المقاومة لرد الاعتبار للجزائر، حيث عبر بعض هؤلاء الشعراء عن ذلك في مواقف كثيرة، بل كانوا هم من خاضها. و((قد حفظ شعراء الشعب عزة الأمة بوسائلها الثقافية الضعيفة التي لا تتعدى السمع والإلقاء ولم يبق لها من ذكريات التاريخ إلا ما يحيط بها الضباب ويزحف عليها النسيان, وبطولة هؤلاء الشعراء الشعبيين كانت تتلخص في صرختهم الثورية حينما انهارت كل مقاومة وأيام سكت الفقهاء ورجال الدين. هذا وتعد نوعية الإنتاج الملحمي غير قابلة لمقاييس النقد المنطقي أو التاريخي، لأن غرضها لم يكن تثقيف الناس ثقافة دقيقة، ولكنها كانت ترمي إلى إثارة الحماس وبعث الأمل في الأمة بكل الوسائل وبالأسطورة على الخصوص لأنها أثبت في الخيال وأقوى ارتكازا في عواطف شعب رده الاستعمار إلى أسفل درك من الأمية))1. أوردت هذه الفقرة الطويلة لأنني فضلت ـ من البداية ـ أن أتحدث عن مسألة الإقناع في التراث الشعبي عامة. على أنه لا يعنينا من كل هذا سوى حالة أخرى ترافق الإخفاق الفردي أو الجماعي حين يقهر ولا يجد ما يردّ به أو يتحصن به إلا بالفرار إلى ما هو مقدس أو إلى ما يعتقد أنه "مقدس" ولو كان تقديسا أسطوريا ـ خرافيا، لتحقيق المواءمة النفسية المنشودة في ظل الصدمة والحصار المضروب على الذات المتفاعلة بالموضوع

الكلمات المفتاحية

الْغَـوْثِيَّــــة - الانتاج الملحمي التراثي الجزائري