مجلة مدارات اجتماعية
Volume 2, Numéro 4, Pages 135-158
2020-12-01

الهجرة الغير نظامية في تونس بين اضمحلال الهوية الدينية وغياب العدالة الاجتماعية.

الكاتب : صبرين الجلاصي .

الملخص

تعد الهجرة ظاهرة اجتماعية تشهدها جل المجتمعات النامية وترتبط أساسا بالظروف المعيشية للأفراد والجماعات، بما في ذلك الخصائص والآليات التي يجب أن يتفاعلوا ويعيشوا ضمنها، والهدف الرئيسي من هذه الظاهرة هو تغيير المعيش للأفضل سواء كان اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي أو حتى ديني. فالعالم يشهد اليوم موجات من الهجرات الغير النظامية، والتي تسمى "الغير شرعية"، وهي تعد قضية حساسة لخطورتها وارتباطها بسلسلة من الجرائم الكبرى كالتهريب والاتجار في البشر والأسلحة... وتونس ليست بمنئ عن هذه الظاهرة، اذ تشهد نوعان من الهجرة الغير النظامية فالهجرة الأولى وجهتها بلدان جنوب أوروبا، رغم ان هذا النوع من الهجرة ليس وليد الثورة بل هي ظاهرة متجذرة منذ التسعينات في المجتمع التونسي لكن ابان الثورة أصبحت لها خصوصية نوعية خاصة بتغير تركيبة المهاجرين ومستواهم الاجتماعية ...و يعود هذا الاستنزاف للانعدام التنمية وغياب العدالة الاجتماعية ، اما النوع الثاني فهي الهجرة الدينية أو بدافع الديني و المعروفة بالهجرة الجهادية و التي انخرط فيها العديد من الشباب التونسي، الذي يرزح بين وطأة البطالة و الاغتراب الديني الذي فرضته النظم الحاكمة ما قبل الثورة و هو ما افرز جيل هويته الدينية مشتتة و غير واضحة، مما سهل عملية دمغجته و استقطابه للحركات الجهادية في سوريا و ليبيا و حتى الحركات السلفية الموجودة داخل البلاد و هو ما يحيلنا الى ازمة هوية دينية في المجتمع التونسي.

الكلمات المفتاحية

الهجرة / العدالة الاجتماعية / الجهاد / الهوية/ التمثلات.