مجلة الحكمة للدراسات الاسلامية
Volume 4, Numéro 1, Pages 75-97
2017-01-01

مفهوم الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني الإسلامي

الكاتب : العربي هشماوي .

الملخص

فليس لأحد اليوم أن يجادل في مدى تأثير الخطاب الديني في حياة الناس، ومهما كان هذا الخطاب قاصرا أو مقصرا، فلا يمكن بأي حال تهميشه، فقد ترسخ الدين في حياتنا بالرغم من كل الحملات المناوئة له، ومع ذلك فإن الممارسين للتوجيهات والخطب المسجدية قد تكون أفعالهم وأقوالهم - بقصد أو بدونه - مجانبة للصواب إن لم يمتلكوا أدواتها و آلياتها أو غابت عن أذهانهم مقاصدها. فحين يصدر من الخطيب إضرار بالمجتمع وهو يحسب أنه يؤدي واجبا شرعيا، ومردّه سوء الفهم للنصوص الدينية خاصة إذا رافقه اعتقاد بامتلاك النص الأصح واحتكار الفهم الأرجح في حالات الاختلاف والتنازع مما ينجم عنه إقصاء لأي اجتهاد مخالف مهما كان قائله ومنزلته، وبدلا من أن يتخذ من الدين رسالة أخوة ومحبة و تناصح، وبناء وتعاون وتآزر، سيجعل منه محكمة أو محاكمات، وهكذا قد يتحول حامل الخطاب الديني إلى قنبلة موقوته في المجتمع، يقول أحد الدعاة المعاصرين في كتاب مشكلات في طريق الحياة الإسلامية: إن طبائع بعض الناس تحوّل الدين عن وجهته إلى وجهتها هي، فبدل أن تهدي تصدّ، وبدل أن تسدي تسلب، وقد نبه القرآن الكريم إلى خطورة نفر من الأحبار والرهبان، جعلوا الدين كهانة تفسد بها الفطرة، وتصطاد بها المنفعة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ  سورة التوبة/34.

الكلمات المفتاحية

الوسطية، الاعتدال، الخطاب الديني الإسلامي