مجلة الانسان والمجال
Volume 3, Numéro 5, Pages 166-185
2017-04-15

الانسان والمجال بواحة الجرف تافيلالت: نماذج من التاريخ الوسيط والحديث في تدبيرأنظمة الماء وتحقيق التوازن البيئي

الكاتب : عبد الرزاق   السعيدي .

الملخص

يبدو أنه من الإنصاف الإعتراف بأن الثلة القليلة من الباحثين الذين ساهموا في سبر غور خبايا المناطق الهامشية في تاريخ المغرب والواحات بشكل خاص، وقد تنبهوا إلى وجود علاقة بين المعطيات الجغرافية والإنسان في ابداعه العمراني، وابتكار اساليب عيشه ومنظومته البيئية والإجتماعية والتاريخية عموما. ولا مراء أن الإنتاجات الثقافية والمادية لأي ساكنة ما، لها ارتباطات بشكل الثقافة الإجمالي الذي تؤطره عدة مكونات تخلق شروط المعرفة والإبداع شكلا ومضمونا، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال، أن نضخم من حجم العوامل الموضوعية على حساب القدرات الإلهامية والنفسية للفرد مثلما تفعل السوسيولوجيا الكلاسيكية والمدرسة البطولية، كما لا يجب بالمقابل أن ننبهر بإلهام الفرد ونباهته من دون إعطاء الإعتبار لأثر الواقع الموضوعي الذي ينتج العوامل الضرورية للإنتاج والإبداع . والصواب أن ننظر إلى الظاهرة الإبداعية في مجال الواحة، في اطار العلاقة الجدلية التي تجمع بين الأفراد كمنتجين ثقافيين ومبدعين لأشكال الحياة بمختلف تجلياتها، ومعطيات الواقع الذي يفرز الفكر والإبتكار ويؤثر في شكل الثقافة القائمة. وفي هذا السياق تعتبر ساكنة الواحات عموما وبالأخص واحة الجرف بتافيلالت جزءا لا يتجزأ من هذه المنظومة الشبه الصحراوية الواحية من معطيات مناخية طبيعية ومجالية، وسوسيولوجيا وغيرها، التي أنتجت الإنسان الواحي، وهي التي ستفرض عليه مجموعة التحديات والحوافز سيستجيب لها بإبداعاته وابتكاراته في جميع المجالات مكونا بذلك تاريخه الساشع والكبير..

الكلمات المفتاحية

الإنسان؛ المجال؛ واحة الجرف؛ أنظمة الماء؛ التدبير.