الباحث
Volume 3, Numéro 1, Pages 1-10
2011-04-13

طبولوجيا المعنى وسجال الأشكال

الكاتب : أحمد يوسف .

الملخص

خلقت فلسفة الحداثة بعامة وما بعد الحداثة بخاصة أفضية رحبة تتداخل فيها الأشكال السردية تداخلا قائما على فضيلة الحوار، وتدافع الأنواع ضمن جماليات تنصهر فيها الأبنية السردية وقواعدها مع الفنون الأخرى، ليصبح الشكل التعبيري الروائي ذا خصيصة أسلوبية لا تكتفي برصد التحسينات البديعية والتنميقات اللغوية، وإنما يأتي الأسلوب من منظور السيميائيات التأويلية ليقدم معرفة عميقة لا سبيل إلى فقه بلاغتها خارج فلسفة الأسلوب وآلياته الجمالية وفعاليته الإجرائية. وقد ألمح بروست إلى أن الأسلوب ليس محض تقنية يصطنعها الكاتب، ويتمرس عليها حتى إذا حصلت له الملكة في التحكم في آلياتها أصبح هذا الروائي أو ذاك صاحب لغة بوصفها مقاما للحكي، ولكن الأمر يبدو أنه لا ينحو هذا المنحى؛ وإنما يغدو الأسلوب رؤيا جامعة للذاكرة السردية من حيث هي لحظة تنصهر فيها البنية الزمنية لتغدو سيولة فياضة بتعبير برغسون. وعليه فإن الذاكرة السردية في كتابات واسيني الأعرج تمثل عرشا نصيا كون العرش[i] غرسا لهوية سردية تضرب بجذورها في ماضي الحكي الغابر، وتتطلع إلى استكشاف جغرافية سردية مجهولة. وقد ورد مفهوم العرش بمعنى الغرس في الذكر الحكيم في قوله تعالى: ‏"‏ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون". ومن ثم نحن نزعم أن الذاكرة السردية عرش نصي يسبح فوق "ماء الاستعارة" طلبا للاتساع والتماثل، ويبحث عن كينونته داخل الأسلوب الذي يحمل على كاهله "قواعد السرد الكلية".

الكلمات المفتاحية

طبولوجيا ; المعنى ; سجال الأشكال