مجلة الاستيعاب
Volume 1, Numéro 3, Pages 84-110
2019-09-20

أعلام من مدينة تلمسان في الجزائر العثمانية

الكاتب : مختارية بوسيف .

الملخص

سطر علماءنا على مر الزمن تاريخا حافلا بالإنتاج،و الإبداع بقي مفخرة للأجيال المتتالية، وقد سجل علماء تلمسان حضورا قويا في ذلك،تأتي هذه المداخلة المتواضعة لتميط اللثام عن بعض الشخصيات التلمسانية التي وضعت بصمتها في سجل تاريخنا العظيم،عبر مرحلتين من الزمن قبل وبعد العهد العثماني. انتعشت الحركة العلمية في نهاية القرن السابع هجري بظهور المدارس في المغرب عموما،وفي تلمسان خصوصا،فظهرت لأول مرة في مسيرتها التاريخية،كمؤسسات تطور الحركة العلمية،التي كانت تؤطرها الحلقات الدراسية بجامع تلمسان الأعظم،والمساجد المحيطة به،وتخرج منها عدد كبير من العلماء ،حتى غدت مساجدها،ومدارسها معيارا يقاس به نمو الحركة العلمية،ومؤشرا على مدى ازدهار الثقافة،والعلوم والفنون، والآداب. كما اتسمت هذه المدارس بالإشراف الرسمي للدولة، فسجلت انتصارا كبيرا للسنة والعودة إلى المالكية مذهبا، وانتشار الأشعرية اعتقادا،و كان للرحلات العلمية للمشرق أثر بالغ على إثراء التأليف، والتدريس في حاضرة تلمسان على وجه الخصوص، باعتبارها معبر أساسي من المشرق إلى المغرب. كل هذا أنتج كوكبة من العلماء والفقهاء تميزوا بغزارة التحصيل، وعمق التفكير، حتى أصبحواحجة في الفقه، والتفسير وعلم الأصول، والنحو، والأدب، والتاريخ، وعلوم عقلية أخرى. ثم يسدل الستار على هذه الفترة الزاهية من تاريخ تلمسان وغيرها من الحواضر الإسلامية في المشرق والمغرب على حد سواء، ليرفع بعدها على واقع مر،حيث دخل العالم الإسلامي مرحلة من الجمود، والتقليد ضرب كل مجالات الحياة من ذلك الحياة العلمية. فأصبح التأليف والإجتهاد شبه منعدم . مع دخول العثمانيين إلى الجزائر خبت الحركة العلمية وقل إنتاجها،لأسباب عديدة،ولم يسجل المؤرخون تآليف تذكر في هذه الفترة لعلماء تلمسان ولغيرها ،وكانت هذه المرحلة من التخلف والجمود تمهيد لمرحلة إحتلال الجزائر من طرف فرنسا.

الكلمات المفتاحية

تلمسان-التأليف-العلوم الشرعية-عهد العثماني.