مجلة رؤى للدراسات المعرفية والحضارية
Volume 2, Numéro 1, Pages 188-194
2016-12-31

قراءة في كتاب بؤس الرفاهية: ديانة السوق وأعداؤها، لباسكال بروكنر

الكاتب : عقوني آسيا .

الملخص

مؤلَّف بؤس الرفاهية-الذي اضطلع عبد الله السيد ولد أباه بترجمته إلى العربية وصدر في جزأين عن مكتبة العبيكان سنة 2006 في حدود 302 صفحة- واحد من أفضل الكتب التي تسلط الضوء على مشكلات الواقع المعاصر. لقد حاولت مؤلفته معالجة واحدة من أبرز الإشكاليات المتداولة اليوم ممثلة في الوجه المتناقض للرأسمالية لتي تفضي في النهاية إلى رفاهية بائسة على حد تعبيرها، كما حاولت تسليط الضوء عن المنبع الذي تتغذى منه، والسر وراء استمراريتها رغم سهام النقد اللاذعة الموجهة نحوها، وتقرّر أن التكالب على الرأسمالية والرأسماليين هو ما يمدها بالقوة لأنه ينبهها لعيوبها وثغراتها فتسارع لتصحيحها، ليصبح نقدها سببا مباشرا لبقائها وهذا ما يجهله المعارضون لها، وعن هذا تقول: "إن استمرارها يعود لأعدائها كما يعود لأشياعها فهو مستمر لأنه يهذب نفسه بفضل منتقديه فيعاد بعثه"، فالنظام الرأسمالي يقوم بمراجعة ذاتية لنفسه من الداخل، وهو ما يساعد على تماسكه بل وعودته بقوة،غير أن الفضل لتنبيهه لمزالقه هي الانتقادات الموجهة له وهو ما دفع ببروكنر إلى اعتبار أن نفد هذا النظام هو دعم له وليس عامل تهديم.

الكلمات المفتاحية

البؤس، الرفاهية، بؤس الرفاهية، ديانة السوق، لباسكال بروكنر.