الإحياء
Volume 21, Numéro 1, Pages 971-982
2021-01-26

البعد الوطني لثورة الأوراس 1916 ومشروع الجمهورية الجزائرية.

الكاتب : بن قويدر نورالدين .

الملخص

إنّ ثورة الأوراس 1916م ليست انتفاضة أو تمردا ، رغم محاولة بعض الكتابات التاريخية وصفها بالإقليمية تارة أو الأجنبية تارة أخرى، فهي أعمق بامتدادها وتأثيراتها وهي استمرار لما قبلها من ثورات ،أما عن طبيعتها فهي ثورة شعبية و حراك جماعي بقيادات جماعية ولم ترتبط بزعيم أو قائد أو زاوية بل هي أقرب للعفوية والتلقائية بنوع من التضامن والتآزر بين الجزائريين ضد تمادي المحتل واستعلائه. وشكلت تجربة جديدة في تاريخ الفكر المسلح الذي خاضه الشعب الجزائري ،وقد حملت الثورة مشروعا حضاريا واجه مشروع المحتل الاٍستدماري .وأما الظروف والأسباب التي أشعلت لهيبها فبعضها محلية: في مقدمتها قانون التجنيد الإجباري ومصادرة الأراضي وهي إجراءات استفزت مشاعر الجزائريين ، أما الخارجية: فتمثلت في انتشار التحرر وإمتداد المقاومة الليبية ضد الاحتلال الايطالي إلى مناطق جانت وتاغيت،أما البعد المكاني و الزماني لثورة الأوراس فقد بدأت ببلدية بريكة المختلطة في 17سبتمبر 1914 وسقانة و سفيان و عين التوتة وامتدت إلى خنشلة ومقرة والمسيلة وسطيف غربا إلى جبال ششار بالأوراس وأطراف جنوب قسنطينة شرقا إلى بسكرة وحواف الصحراء و تواصلت ردود الأفعال زمنيا حتى سنة 1917.وترتب عن هذه الثورة عدة نتائج سلبية كالخسائر البشرية و المادية حيث سقط العديد من الشهداء برصاص المحتل وهجرة الجزائريين الفردية والجماعية إلى المناطق النائية و الجبلية و إلى خارج الوطن،وتلقي بعضهم أحكام مختلفة كالسجن الموْقت والإعدام ومصادرة أراضي الجزائريين ،في حين أنّ النتائج الإيجابية تمثلت في زوال عقدة الخوف ورفض التجنيد الإجباري ،وإعلانالجزائريين بيان ثورة 1916 على لسان المجاهد العيدون الهيدوق المتضمن مشروع "الجمهورية الجزائرية "ما يوْكد البعد الوطني و المشروع الحضاري الذي حملته الثورة.

الكلمات المفتاحية

التجنيد، الجمهورية، الأوراس، الحرب العالمية الأولى.