حوليات جامعة قالمة للعلوم الاجتماعية والإنسانية
Volume 6, Numéro 2, Pages 87-112
2012-12-31

تدريس النحو العربي في الجامعات الجزائرية بين قيود الإتباع ومتطلبات الإبداع

الكاتب : صـافـية كســاس .

الملخص

ملخص : يواجه تعليم اللغة العربية في عصرنا مشكلات تربوية حادّة لعل من أبرزها تعقيدا وتذبذبا مسألة القواعد النحوية وتدريسها، فهي مادة جوهرية، كما يعتبر علم النحو بمثابة العمود الفقري للغة العربية، لهذا نجد علماء العربية الأوائل قد أولوه أهمية كبرى باعتباره أحد العلوم التي تصون اللسان من اللحن والزلل؛ وإذا ما عرجنا على واقع تدريس هده المادة الحيوية في جامعاتنا، نجد كثيرا من طلبتنا يشكون من صعوبتها؟ كما أنّ بعض الأساتذة والطلبة قد ضاقوا ذرعاً بتدريسه ودراسته لصعوبة مسائله وجفاف مادته، وكثرة تفريعاته، ولاقوا في تحصيله عنتاً، وإرهاقاً، وجهداً، حيث يشكو كثير منهم من صعوبتها، فنسمعهم ينعتونه على ألسنتهم بأنه معقد، وصعب، وغيرهما من النعوت التي تبعث في نفوسهم الملل والضجر، وإذا ما شرعوا في الحديث في أثناء مناقشة قضية لغوية، سرعان ما تظهر الرطانة واللحن على ألسنتهم، إذ تجدهم يرفعون المفعول، وينصبون الفاعل، ناهيك أنّ كثيرا منهم ما يزال لا يفرق صراحة بين الفعل والاسم، وعلى الرغم من الجهود التربوية المبذولة لتقريبها من عقل الطالب فإنّ النتائج المحصلة –في تدريس هذه المادة- لا تعكس حقيقة ما يخصص لها من زمن وجهد. ومما لا شك فيه أن أسبابا عديدة ساهمت بنسب متفاوتة في خلق هذه الأزمة في المجال التربوي، لعل أهمها يكمن في عقم طرائق التدريس مقارنة بما يجري في تعليم اللغات عند الغربيين، ويلاحظ على تلك الجهود أنّها لم تستطع الإفلات من قيود التقليد رغم وعيها الظاهر بإشكالية الموضوع، حيث إنه لا يوجد أي تطوير في الطرائق التعليمية المتبعة في تدريس مادة النحو، وهو الباعث الذي دفعنا -في هذه الدراسة- إلى إعادة النظر في طرائق تدريس النحو العربي وأساليبه وتقويمها.

الكلمات المفتاحية

تدريس النحو العربي، الجامعات الجزائرية، الإتباع والإبداع