مجلة دراسات في سيكولوجية الانحراف
Volume 3, Numéro 2, Pages 57-70
2018-12-31

جودة الحياة والسلوك الصحي لدى عينة من الشباب "دراسة مقارنة بين الجامعيين وغير الجامعيين"

الكاتب : لبنى أحمان . صورية عبد الصمد .

الملخص

يوجد اهتمام معاصر بين أغلب الدراسات الانسانية والعلوم الاجتماعية بدراسة أوضاع الشباب واتجاهاتهم وقيمهم ودورهم في المجتمع، إذ أصبح مفهوم الشباب يحظى بالعناية والتحليل من طرف معظم المجتمعات، التي حاولت دراسة مختلف المشكلات والظواهر المتصلة بهم في سياقها النفسي والاجتماعي والاقتصادي والصحي، ولعل أهم هذه الظواهر هي ظاهرة الشباب والسلوك الصحي. وعلى الرغم من أهمية تأثير العوامل البيولوجية والبيئية على صحة الانسان إلا أن الأسلوب الذي يعتمده في حياته والسلوك الصحي الذي يمارسه، يعد من المتغيرات الأساسية المؤثرة على حالته الصحية، وهذا ما أوضحته دراسة كل من (برسلو وبيلو Beerslo&leBelloc) حول تأثير الأسلوب الشخصي في الحياة على الصحة البدنية ، وقد أظهرت نتائجها بكل وضوح أن الصحة الجيدة مرتبطة ارتباطا وثيقا بسلوكيات صحية شخصية معينة كالسلوك الصحي الغذائي؛ حيث أثبتت بعض الدراسات أن ارتفاع نسبة الألياف في الغداء قد تحمي الفرد من السمنة والأمراض القلبية، بالإضافة إلى سلوكيات ممارسة النشاط البدني، فقد أثبتت دراسة كل من (بوون .ج و سيجل BrounJ.D&Siegel عام 1988) أن التأثيرات السلبية لأحداث المشقة تقل كلما زادت مستويات ممارسة الرياضة، كذلك تعاطي المخدرات والكحوليات بين الشباب، من السلوكيات غير الصحية التي لابد من تجنبها لما تسببه من أزمات نفسية وجسمية عديدة، حيث تشير بعض الدراسات إلى وجود اقتران واضح بين تعاطي الأفيون والأعراض الاكتئابية. وعليه، إن ممارسة السلوك الصحي من شأنه حماية الشباب من خطر الإصابة بالأمراض والحفاظ على صحتهم والارتقاء بها مما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة لديهم، والتي تعني شعور الأفراد بالسعادة والرضا عن حياتهم، إلى جانب التمتع بالصحة البدنية والنفسية. ومن هنا تبرز أهمية هذه الدراسة، وذلك لكون جودة الحياة والسلوك الصحي لدى الشباب من أهم القضايا التي يجب التركيز عليها، لما لها من مترتبات نفسية واجتماعية قد تتداخل وتتعارض مع انجاز المهام الموكلة للفرد مما ينعكس سلبا على جودة حياته. لذا فإن هذه الدراسة تهدف إلى محاولة معرفة مستوى كل من جودة الحياة والسلوك الصحي لدى عينتين من الشباب الجامعي وغير الجامعي، ومعرفة فيما إذا كانت هناك فروق في هذين المتغيرين وفقا للمستوى التعليمي (جامعي / غير جامعي)، وفيما إذا كانت هذه الفروق تتأثر بمتغير الجنس (أنثى/ ذكر).

الكلمات المفتاحية

جودة الحياة، السلوك الصحي، الجامعيين