دراسات في التنمية والمجتمع
Volume 3, Numéro 3, Pages 286-304
2016-12-12

الأسرة الجزائرية بين المحددات التقليدية والمشكلات الحضرية

الكاتب : محي الدين قنفود .

الملخص

أنه بالرغم من صغر حجم الأسرة فهي أقوى نظم المجتمع فهي النظام الذي عن طريقه تكتسب انسانيتنا كما أنه لا توجد طريقة أخرى لصياغة بنى الإنسان سوى تربيتهم في أسرة ولذلك تعد المهد الحقيقي للطبيعة الإنسانية فضلا عن تجربة الحياة خلالها ضرورية لتحويل المولود إلى مخلوق إنساني مع الآخرين(1). ويعرف "هربرت سبنسر" الأسرة بأنها الوحدة البيولوجية والاجتماعية ومن جهة أخرى ووفقا لتعريف "ميردال" ، هي عبارة عن جماعة إنسانية تتميز بمكان إقامة مشترك وتعاون إقتصادي ، ووظيفة تكاثرية ويوجد بين اثنين من أعضائها على الأقل علاقة جنسية يعترف بها المجتمع تتكون الأسرة على الأقل من ذكر بالغ وأنثى بالغة وطفل سواء من نسلهما أو بالتبني (2) كما أن "بل وفوجل" يعرفان الأسرة على أنها اتحاد تلقائي تؤدي عليه القدرات والاستعدادات الكامنة في الطبيعة البشرية النازعة إلى الإجتماع وهي بأوضاعها ومراسيمها عبارة عن مؤسسة اجتماعية تنبعث عن ظروف الحياة والطبيعة التلقائية للنظم والأوضاع الإجتماعية كما أن "أويرت وينمكون" يؤكدان على أن الزواج بلا أطفال يكون هو الآخر أسرة وفي هذا المجال يعرفان الأسرة بأنها رابطة اجتماعية تتكون من زوج وزوجة مع أطفالهما كما يشير إلى أن الأسرة قد تكون أكبر شمولا من ذلك فتشمل أفراد آخرين كالأجداد والأحفاد وبعض الأقارب على أن يكونوا مشتركين في معيشة واحدة مع الزوج والزوجة والأطفال(3) وأخيرا يمكن اعتبار الأسرة هي رابطة إجتماعية بين زوجين وأطفالهما ، وقد تكون أكبر من ذلك فتشمل أفراد آخرين شريطة أن يكونوا مشتركين في معيشة واحدة مع الزوجين والأطفال(4). و من حيث الوظائف فالأسرة تقوم بشكل يكاد يكون متفق عليه بين علماء الاجتماع أو حتى أقل المهتمين بها ، في شكل بديهي بإنجاز عدد من الوظائف للمحافظة على استمرار الحياة الإجتماعية وقد اتفق علماء الإجتماع على عالمية هذه الوظائف كما أكد على عامل آخر هو أن كل مجتمع إنساني ينظم ويضبط بطريقة نظامية العلاقات بين الجنسين من خلال تنظيم الزواج بهدف الإنجاب ، حتى أن المجتمعات التي تسمى بدائية تحدد العلاقات بين الجنسين ، فقد وجه النقد الآن للأسر الحضرية المعاصرة لفقدانها الكثير من الوظائف التي كانت تقوم بها في الماضي وبتتبع التاريخ المكتوب نجد أن الأسر في العصور السابقة كانت تمثل النظام الاجتماعي الرئيسي وقد صاحب هذه التغيرات التي تعرضت لها المجتمعات مثل : زيادة التخصص ، وتعقد المجتمع الحديث وتغيرات في الوظائف التي كانت تقوم بها الأسرة من قبل ، الأمر الذي أدى إلى انتقال عدد كبير من هذه الوظائف إلى مؤسسات أو تنظيمات خارج نطاق الأسرة

الكلمات المفتاحية

الاسرة ، المحددات التقليدية ، المشكلات الحضرية