دراسات وأبحاث
Volume 8, Numéro 23, Pages 360-373
2016-06-15

نظام الترشيح الحزبي وأثره على السلم الأهلي الجزائر أنموذجًا

الكاتب : بودفع علي .

الملخص

الملخص: فقدت معظم الأحزاب السياسية في الجزائر، بما فيها تلك الحاكمة، كل مصداقية لها، في صفوف الجماهير المسحوقة، ورغم ما تتمتع به هذه الأحزاب، من زخم ومن إمكانات مادية، متمثلة أساسا في المقرات الحزبية، والأموال، إلا أنها فشلت فشلا ذريعا في تقديم مرشحين أكفاء، يحظون بالثقة، والاحترام، من طرف ملايين الناخبين الجزائريين، على مستوى جميع المجالس المنتخبة بدءا بالبرلمان ووصولا إلى المجالس البلدية والولائية، وذلك طيلة 50 عاما من الاستقلال، و22 عاما من إقرار التعددية الحزبية والسياسية. إن هذه الورقة البحثية، عبارة عن محاولة لتشخيص واقع العمل السياسي للأحزاب الجزائرية، ودورها في عملية التنمية السياسية، التي هي بالأساس زيادة في مستوى التمايز البنيوي والتخصص الوظيفي في النظام السياسي، قصد التمكن من الاستجابة لمختلف الحاجات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، وضبط النزاعات، وتلبية المطالب المستعجلة، والتوجه نحو المساواة، من خلال المشاركة السياسية، والانتقال من ثقافة الخضوع والتصفيق، إلى ثقافة المشاركة والنقد من خلال الاقتراع العام، أو من خلال زيادة مساحات التعبئة السياسية، إضافة إلى القضية الجوهرية في ورقتنا والمتعلقة بتولي الوظائف العامة عن جدارة واستحقاق. إن ضعف الأحزاب السياسية في الجزائر، وانعدام الفعالية لديها، ساهم في تكريس التخلف والفقر، والجهل لدى عامة الشعب، وتشير الدراسات والإحصاءات أن هذه الأحزاب أخفقت في بناء تنظيمات حزبية، قوية،و نشطة ذات كفاءة ، تمتلك الاقتدار على قيادة عملية البناء والتغيير، ومن ثم حصل فشل ذريع في تعزيز الاستقرار العام، والسلم الاجتماعي على وجه الخصوص. إن البناء الوطني لا يتحقق ،إلا من خلال ترشيح الأكفاء، مهما كانت قناعاتهم ،وانتماءاتهمن وتطوير القوانين والتشريعات، بما يساير حركة المجتمعات نحو الحداثة والتمدن، وإعادة تنظيم المؤسسات العامة كالبرلمان، والولاية والبلدية والانتقال بعد ذلك بمفاهيم التكيف والولاء، والانتماء والمشاركة، من مراحلها النظرية، إلى فضائها العملي والتطبيقي الفاعل، والمؤثر في الأفراد والمجموعة. إن مسؤولية الأحزاب السياسية في إنقاذ الأمة بترشيح وتمكين الأكفاء من قيادة المجتمع ،تعد مسؤولية تاريخية جسيمة، لا تقل أهمية عن قضايا العلاج والمأكل والمسكن للمجتمع، لأنها تمتلك الحرية المطلقة (في غياب القانون الذي ينص على شروط الترشح في جانب الكفاءة بكافة مشمولاتها) في ترشيح الأفراد، بدل صرف الجهود في السعي وراء المغانم السياسية وتعطيل مصالح المجموعة الوطنية والاستمرار في أساليب الخداع بإصدار البيانات وإلقاء الخطب والتنديد بالواقع. يبدو لي أن الانتخابات التشريعية الأخيرة في الجزائر كانت آخر مسمار دق في نعش الديمقراطية، والممارسة السياسية الفاعلة والإيجابية، هذا ليس تجنيا وحكما بظهر الغيب، بقدر ما هو قراءة في تركيبة هذا المجلس الذي ضم في صفوفه كل أطياف المجتمع، من بطالين وتجار وحرفيين ونساء ماكثات بالبيت لم يسبق لهن أن سمعن عن البرلمان ولا عن وظيفته أو مهامه الجسيمة، ذلك أن المال المشبوه، وثقافة الطاعة والولاء لقائد الحزب، هي المقياس الوحيد للوصول إلى سدة البرلمان. وعلى العموم فإن هذه الورقة البحثية ستركز على قراءة بنية وتوجه الأحزاب السياسية الفاعلة في جزائر اليوم، والكفاءة والنزاهة بين الخطابات الحزبية والولاءات الشخصية، وآثار السياسات والممارسات التي تقوم بها هذه الأحزاب على السلم الاجتماعي في المديين المتوسط والبعيد، وتتضمن الخاتمة أهم نتائج هذه الورقة البحثية. Abstract: The majority of the political parties in Algeria including the ruling ones, have lost their credibility among the masses, and despite what these parties are enjoying (power and money), they failed miserably in providing qualified candidates that enjoy the respect of millions of Algerian voters at the level of the parliament and municipal councils. These paper focuses of the reality of political action in the Algerian political parties and the role these parties play in the political development process. It is vital to address de various social needs and the economic development of society to deal with the various conflicts and urgent demands of the society. Equality through political participation and the transition from a culture of submission and clapping, to a culture of participation and monitoring through public election, or by increasing the areas of political mobilization, in addition for the core issue of competence based public office candidates a important issues to deal with. The weakness of political parties in Algeria, and the lack of effectiveness have contributed to underdevelopment poverty and ignorance. Studies and statistics indicate that political parties failed to build a strong, active system. Progress will only take place through the nomination of qualified members whatever their convictions and affiliations. Development of laws and regulation that can lead society towards modernity and urbanization as well as the restructuring of public and political are necessary. The next step is to discuss loyalty, affiliation and participation on all levels to inspire individuals and groups. The responsibility of the political parties in finding an outlet for the country is represented in enabling qualified people to lead the community. This is not less important than providing medicine, food and housing for the community. At present, members of the political parties have absolute power and freedom (in the absence of law binding regulation), but do not have the best interest of the people in mind. The recent elections in Algeria, has been the last nail in the coffin of democracy and positive political practice. This research paper will focus on: first, reading the structure and orientation of the active political parties in Algeria nowadays; secondly, efficiency and fairness between partisan rhetoric and personal loyalties; thirdly, the impact of policies and practices in the short and long terms; and finally, the recommendations.

الكلمات المفتاحية

الترشيح ، الاحزاب ، السلم ، الأكفاء ، التغيير ، الاستقرار ، النخب ، الثقافة ، القانون. Political parties, Algeria