مجلة الدراسات الإسلامية
Volume 1, Numéro 1, Pages 209-217
2012-06-15

أثر المباحث اللّغوية في تخريج الفروع على الأصول

الكاتب : د. المبروك زيد الخير .

الملخص

حاز علم تخريج الفروع على الأصول مكانة جليلة، باعتباره علما يبحث في أنساب الفروع وأصولها الّتي منها نبت، وبه يقتدر على تنظيرها وتقعيدها، وإبداء الفروق بينها، ومقارنة أوجه الاختلاف، واكتشاف أسبابها، ومعلوم أنّ تخريج الفروع على الأصول، علم وضع ليكون مقياسا يتوصّل به إلى معرفة أصل كلّ فرع فقهيّ، وأنّه مفتاح فقه قياس الأشباه والنّظائر واستقراء الأدلّة والأحكام المفضية إلى استنباط الأحكام الشّرعيّة للنّوازل والوقائع الّتي لا نصّ فيها من قرآن ولا سنّة ولا إجماع، وبهذا العلم يمكن المقارنة بين الفروع والأصول، وتعرف أسباب الخلاف بين الأئمة المجتهدين، وذلك بإرجاع الأمور إلى مظانّها الصّحيحة، وأصولها الدّقيقة. والعلم إمّا نقل مصدّق عن معصوم، أو قول عليه دليل معلوم، فتخريج الفروع على الأصول علم فرض نفسه، باعتباره علما دقيقا مستقلاّ بذاته، وظيفته ربط الفروع الفقهيّة بأصولها الشّرعيّة، وبيان كيفيّة ردّ الحوادث والنّوازل إلى تلك الأصول، لاستخراج أحكام شرعيّة لها. ولا شكّ أنّه قد رسّي في القرون الحميدة الرّائدة الأولى، وذلك لما له من فوائد جمّة، أهمّها أنّه يمكّن الخائض فيه، والممارس له، من استنباط الأحكام، حتّى تصير لديه كالملكة الّتي تشبه الملكة اللّغوية، ممّا يؤهّله لمستوى التّأصيل، والتّفريع، والتّقعيد، والتّنظير، والتّعليل، ممّا يفضي به في هذا العلم إلى أقوم سبيل، فيمتلك الفقه، ويكتسب الفهم للمسائل في فروعها وأصولها.

الكلمات المفتاحية

المباحث اللّغوية - تخريج - الفروع - الأصول.