مجلة التميز
Volume 2, Numéro 2, Pages 33-44
2020-09-15
الكاتب : ابراهيمي قدور .
تعتبر ظاهرة الفقر علة تتفشى في جسم العالم ومرض خبيث يصل حد القتل يفتك ويشرد كل كائن حي بشري فقير على وجه الأرض، فهو من بين الظواهر الأكثر انتشارا في السنوات الأخيرة، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، خاصة في ظل الاختلال الصارخ في موازين القوى الذي أتاح الفرصة لشعوب الدول المتقدمة للعيش في رفاهية يستحيل على شعوب البلدان المتخلفة بلوغ أولى درجاتها على الأقل فقديما اقترنت مشكلة الفقر بفقدان الموارد وبالحروب التي تؤدي إلى الاستعباد والقهر، لذا نجد مختلف الأديان السماوية أعطت الفقر عناية خاصة، نظرا لاتصالها على الوجه الأخص بهيمنة الأغنياء وسعيهم المستمر من أجل الاستحواذ على موارد الثروة، أما النظريات الاجتماعية التي تناولت ظاهرة الفقر بالدليل والتحليل لم تفصلها عن الممارسات الاستغلالية التي تقوم بها الامم الغنية والتي من مصلحتها أن تبقي غيرها من الامم في حالة فقر دائم، وهذا ماسنتناوله في مقالنا وذلك بالتركيز على أهم المقاربات السوسيولوجية التقليدية منها والحديثة التي فسرت وحللت ظاهرة الفقر، وهدفنا الأساسي في هذا البحث هو إلقاء نظرة سوسيواقتصادية لمفهوم الفقر وذلك بتناول اهم المقاربات التي فسرت هذا الأخير، والتعرف على أهم الرؤى التي حللت الفقر وتناوله من مختلف الاتجاهات والمدارس، ورغم كل التحاليل والدراسات التي قام بها المنظرين والخبراء في شتى المجالات لا يزال الفقر منتشرا رغم ما يتمتع به العالم من خيرات تنتشر من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.
المقاربة السوسيولوجية الفقر المبرمج