اللّغة العربية
Volume 7, Numéro 3, Pages 175-192
2005-12-01

عمر بن أبي حفص الزموري لغويا

الكاتب : عبد الجليل مرتاض .

الملخص

هو العلامة عمر بن أبي حفص المعروف بالشيخ عمر بوحفص الزموري القسنطيني الجزائري الإفريقي، الذي يعود نسبه القريب إلى ذرية سيدي عمر العجيسي، توفّي أبوه وتركه يتيماً في سنته السابعة، فكفله أحدُ إخوانه وابن عمه الذي كان معلماً للقرآن، غير أن غالب الكفالة المادية كانت لأخيه، وغالب تعليم القرآن لابن عمه الذي حفظ على يده القرآن. لما حفظ القرآن الكريم تعلق قلبه بالبحث عن العلم، وفي هذا يقول عن نفسه: "فكنت أسمع من العامة تعظيم شيخنا الكبير العلامة الشهير الحفاظة الفهامة ذي التدقيقات العجيبة، والنقول الصحيحة السيد أحمد بن السيد الحسين بن قدور المتوفّى في أوائل رجب من العام الخامس والخمسين من القرن الرابع عشر من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، من عائلة مشهورة بوراثة العلم، يحفظ مجموع المتون حفظا صحيحا، وكتب عليه تقريرات كشرح، وكتب أيضا على التسهيل، وكان دائما يطالع كتاب الإمام سيبويه...، وبالجملة فهو في النحو والتصريف لا يجارى بل في جميع العلوم" .ويستمر الزموري في إضفاء إرشادات وأوصاف علمية وتبجيلية على أستاذه أحمد بن الحسين بن قدور، لأنه كان سبباً في سعادته، وجعل يلازمه حتى إنه لكان يحفظ متوناً كثيرة وفي شتى العلوم العقلية والنقلية مما كان الشيخ يحرّر بخط يده، ولما وثق بسعة علمه وضلاعة تحصيله أجازه بخطه، وما إن سمع بوفاة أستاذه، وهو بعنّابة حتى صدحت قريحته بقصيدة رثائية نشرها في جريدة النجاح: دَع العذُول، وَمر عَينَيك أَن تَسْكبا دَمعًا عَلَى مَنبَع العُلوم وَاعِيهـَا بعد وفاة شيخه أحمد بن الحسين رجع إلى قريته ليستقر فيها، خلفا لأستاذه كإمام الجمعة في جامع جده سيدي أحمد المجذوب، غير أن هذا الاستقرار ببلدته لم يكن يعني الجمود أو الإخلاد إلى الراحة، بل لم يغترّ بمنصبه الموروث عن شيخه إطلاقا، حيث انبرى إلى التحرك لجهات مختلفة من شرق البلاد، لينشر معارفه في شتى العلوم النقلية والشرعية والعقلية.

الكلمات المفتاحية

الزموري؛ اللغة؛ المنظومة المكودية؛ الشخصية