مقاليد
Volume 1, Numéro 2, Pages 1-11
2011-12-31

من المصطلح إلى التنمية الإنسانية الكاملة

الكاتب : بلقاسم مالكية .

الملخص

/ كان صباحا شتائيا صحراويا رمادي اللون ,تحللت فيه الألوان لتشكل وهجا شاحبا يبعث في النفس حالا غير محددة من الشعور , حالا تقف وسطا بين كل المشاعر فأنت لاتعرف هل أنت حزين ؟أم فرح ؟ , منفتح ؟ أم منغلق ؟ مندمج ؟ أم مبعد ؟ لاترغب في شيء بعينه . وفي الحال نفسه تريد كل الأشياء .تسرح بطرقك إلى أقصى حدود الأفق , وفي الآن نفسه تنظر بعمق إلى البئر التي حفرتها الأيام في داخلك , ترى بقايا الليل ترتسم على الأجفان ,تحاول أن تمتزج مع سواد الأشفار كي تختفي , وترى النهار يتحرك في الوجوه بكسل مزعج يحاول أن يطيل لحظة الحضور .كل شيء من حولك يخرج من حدود الوضوح ليدخل متاهة الغموض، يحاول أن لا يتميز، أن لا يتفرد، أن يذوب في الحشد كي يخفى إلى الأبد أحزانه . من زجاج النافدة في الطابق العلوي تحاول أن تسرح عينك في الأفق ترى قمم النخيل المغيرة تهتز على وقع ريح ضعيفة، اصفرار في الأفق وفي المباني يزيد لكائبة القلب كائبة الحس , ويزرع من جديد الرغبة في إغماض العينين والنوم إلى الأبد , يهاجمك جيش الأحزان من كل جهة , يحتل قلبك المتعب ليزيده تعبا , ليخنق كل بارقة أمل , ومن أين يأتي الأمل , وهذه المشاهد التي تعرضها قنوات الأخبار في كل لحظة هذه المشاهد التي تسقط كالمطر الحمضي الذي يقتل كل اخضرار ظاهر على وجه الأرض , وكل اخضرار يحلم أن يصير يوما إلى سطح الأرض , هذه المشاهد التي تهزك بمحتواها الدامي , ويشكل عرضها الذي حول مأساة البشر إلى عرض يوم تموت فيه أحاسيسنا وتتبلد حواسنا ونستهلكها كما نستهلك وجبة سريعة لانعرف محتواها ولا تركيبها فكل ما يهم هو سد الجوع الذي يسكننا ثم نمضي في طريقنا ولاندري إلى أين نسير ويوم نفيق نجد أنفسنا على مقاعد الاحتضار لنغادر هذا العالم ونتحول إلى رقم جديد في سلسلة الراحلين كما كنا يوما رقما في عدد المقبلين على الدنيا .

الكلمات المفتاحية

المصطلح.التنمية الإنسانية الكاملة