قرطاس الدراسات الحضارية و الفكرية
Volume 4, Numéro 1, Pages 114-133
2017-06-30

دور المراسي في نشاط التجارة الساحلية وأثره على التجارة المتوسطية بالمغرب الأوسط من القرن 4ه/ 10م إلى 6ه/12م

الكاتب : زهرة ميلودي .

الملخص

شهد المغرب الأوسط علاقات تجارية متنوعة مع العديد من الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وهذا راجع لموقعها الجغرافي الممتاز فهو بدوره منحها مكانة تحسد عليها من طرف العديد من الدول فكونت علاقات مختلفة أبرزها التبادل التجاري ،حيث أصبحت هناك سلع وبضائع تنقل من ساحل عبر الموانئ إما تنقل إلى الدول الأجنبية أو العكس ،فتجلب من مختلف الدول إلى ساحل ليتم عرضها بسوق أو تنقل إلى الصحراء حيث كانت الحركة التجارية الساحلية نشطة وتنوعت معها الرحلات البحرية مما سمح لها بتعامل وبشكل كبير مع دول أوربا فالسفن وتنقلها من ميناء إلى آخر محملة بالبضائع وسلع رغم المخاطر والصعوبات التي واجهتها إلا أن نشاط التجاري تواصل وبشكل كبير،يذكر لنا العديد من الرحالة أن النشاط التجاري للموانئ أمثال وهران وتنس وجيجل وبونة وبجاية، وتأثيرات التجارة الأندلسية، حيث يتضح النشاط التجاري بين موانئ المغرب والأندلس وحتى المشرق الإسلامي، كما عرفت الخطوط البحرية بين دول المشرق والمغرب تبادل تجاري، وهذا ما أوضحته وثائق الجنيزة،لاسيما تأكيدها على مدى الحضور اليهودي واحتكارهم للتجارة، كما أن المبادلات التجارية لم تتوقف على دول المشرق الإسلامي فقط بل تعدتها إلى مدن ايطاليا وغيرها من جنوة وبيزة. وفي هذا الصدد، بدأت أهمية بعض الموانئ المغرب أوسطية كميناء بجاية إذ أصبحت منذ القرن 6هـ/12م محطة مهمّة في التجارة المتوسطية، حيث برز الدور الايطالي في تلك الفترة وخاصّة السّفن الجنوبية التي أصبحت وسيلة نقل أساسية لنقل التجار والبضائع بين المشرق والمغرب، هذه السفن بل وصلت إلى حدود الإمبراطورية البيزنطية حيث يضيف صاحب الاستبصار ذلك بكونها "مرسى عظيم تحط فيه سفن الرّوم من الشام، وغيرها من أقصى بلاد الرّوم"، بل تبدو عنصرا فاعلا في التجارة الدولية" حيث تصلها بضائع الصين والهند عن طريق التجار المسلمين التي تمرّ إلى اليمن ومصر عبر البحر الأحمر. ثم يعاد شحنها في ميناء الإسكندرية نحو الغرب المتوسطي.

الكلمات المفتاحية

علاقات تجارية ، الموانئ المغرب أوسطية ،الحركة التجارية الساحلية ،الخطوط البحرية .