RECHERCHES
Volume 2, Numéro 1, Pages 45-50
1994-06-15

مشاكل المياه بالجزائر العاصمة في العهد العثماني

الكاتب : بلحميسي مولاي .

الملخص

لقد عرفت الجزائر في الماضي أزمة المياه الصالحة للشرب بسبب الجفاف المتكرر وقلة الوسائل لتوفير هذا السائل الحيوي ولتكاثر السكان في الفترة التي تعنينا وأخيرا بسبب التبذير وقلة الوعي. ولازال الأمر على حاله اليوم. غير أن العاصمة ما بين القرن 16 والقرن 19 تغلبت إلى حد بعيد على هذا المشكل العويص فترى كيف تصدّى له المسؤولون آنذاك وكيف تكيفوا مع الوضع حتى تحولت الأزمة إلى نعمة؟ وعلى هذا السؤال يجيب المقال: فمن أهم ثروات العاصمة وضواحيها وفرة المياه بشهادة القاطن والزائر فهي مصدر البذخ والرفاهية وموهبة نادرة حول البحر الأبيض المتوسط. غير أن هذا المكسب الهام لم يلفت نظر الباحثين وراح المؤرخون يبذلون الجهود حول الغزو البحري والقراصنة والمعارك البحرية والأسرى النصارى والانقلابات الداخلية تماشيا مع ذوق العصر. أما الجزائر الخضراء جزائر العيون المنهمرة والبساتين الناعمة والمياه المتدفقة مصدر الثروة والإعجاب فقد عجز عن وصفها مؤرخون ورحالون وأدباء ما عدا إشارات طفيفة. ومرت قرون وأعوام وأكل الدهر وشرب على منجزات مثل الصدف وأجهزة أثارت يومها إعجاب الأجانب وفعل الإتلاف والإهمال عملهما حتى أصبح من الأولويات العودة إلى ماضي العاصمة والى عصرها الذهبي والحمد لله أن انتبه غربيون مثل هايدو وشاو وفروماتان من بين نخبة من محبي الفن والجمال والإبداع والرسم فتركوا هنا وهناك في كتبهم ما يدعو إلى البحث الشامل والغاية من هذه الدراسة نصا وصورا هي لفت نظر المواطن حاليا فان الماضي المزدهر بما جادت به الطبيعة وما بذله السلف الصالح من جهد وذوق ووعي وانضباط لجدير أن يطلع عليه سكان الجزائر، وإذا استحال إحياء كل ماضي فان ما قدمناه لكاف لإعانة المسيرين على التحكم في مشاكل المياه والتغلب على قساوة الطبيعة فقد نجح الأوائل وأي نجاح فلم لا يفوز المعاصرون ويعود رونق الأمس إلى جزائر بني مزغنة.

الكلمات المفتاحية

الجزائر، المياه الصالحة للشرب، الجفاف، التبذير، العاصمة.