Cahiers de sociologie
Volume 1, Numéro 3, Pages 277-304
2013-12-31

التحضر ومشكلات المُدن الجزائرية

الكاتب : فاروق يعلي .

الملخص

عرفت الجزائر حياة حضرية متنوعة عبر التاريخ بدءا بالغزو الروماني الذي ترك آثارا عمرانية بالغة الجمال كتمقاد وجميلة، إلى الاجتياح الوندالي ثمّ البيزنطي إلى الفتوحات الإسلامية وتسلسل دويلاتها مرورا بالحكم العثماني إلى الاستعمار الفرنسي، فجميع هذه التشكيلات السياسية بثقافاتها وحضاراتها وأهدافها المتباينة تركت بصمات واضحة في التراث العمراني بالجزائر وساهمت في تشكيل الشبكة الحضرية الراهنة بالجزائر التي فاقت 579 تجمعا حضريا منها 39 مدينة يسكنها أكثر من 100 ألف نسمة. وكانت وراء هذه الزيادة عدة عوامل منها الزيادة الطبيعية للسكان بعد تحسن المستوى الاقتصادي والاجتماعي والصحي، والتقسيمات الإدارية لسنتي 1974 و1984، والوضع الأمني خلال العشرية الأخيرة من القرن الماضي هذا بعد الاستقلال أمّا قبله فكانت للسياسة الاستعمارية الأثر الكبير في تحريك السكان من المناطق الريفية المحرومة إلى المدن بحثا عن الأمن والاستقرار. فكل هذه العوامل جعلت من عملية التحضر تتخذ طابعا كميا على حساب التحضر النوعي، أمام عجز النظام الحضري عن مواكبة هذه الزيادة الكبيرة في نسبة التحضر وعدم قدرة أجهزته استيعاب الأعداد الهائلة من موجات النزوح الريفي، وهو ما أفرز عدة مشكلات فيزيقية، تشريعية، اقتصادية واجتماعية أصبحت مصدرا للقلق والإزعاج والخوف داخل المدينة بدلا من الاستقرار والشعور بالأمان والطمأنينة الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في عملية تسيير وتخطيط المدن الجزائرية.

الكلمات المفتاحية

التحضر ؛ المشكلات ؛ المدن الجزائرية ؛ الشعور بالأمان ؛ التخطيط ؛ التسيير.