مجلة الذخيرة للبحوث والدراسات الإسلامية
Volume 4, Numéro 2, Pages 363-397
2020-12-31

الاجتهاد الجماعي بين مقاصد الشرع وضرورات العصر

الكاتب : عبد الرحمن الزبير إخلاص ناصر .

الملخص

يعتبر الاجتهاد الجماعي من أهم الطرق لتنزيل الحكم الشرعي ، وهو الأقرب للحق والصواب والصلاح وتحقيق مقصود الشرع في ظل الواقع المعاصر ونوازله ومستجداته ، لأن رأي الفرد مهما علت منزلته في العلم فقد يترك جانباً في الموضوع لا ينتبه إليه آخر، وقد يحفظ شيئاً يغيب عن غيره، وقد يظهر تبادل الرأي في المسألة نقاطاً قد تكون خافية ، وقد تتجلى أموراً كانت غامضة ، وقد يذكر المجتهدون بعضهم بعضاً بأمورٍ كانت منسية ، وكل هذا من فوائد الاجتهاد الجماعي الذي يكون العمل فيه عمل الفريق الواحد بدل عمل الفرد ، ومن ثمار العمل الجماعي عمل الفريق الواحد ، أو عمل المؤسسة الواحدة التي تتمثل في المجامع الفقهية وغيرها . فهو مظهر من مظاهر الالتقاء على طريق العلم والمعرفة ، وباب من أبوب وحدة الأمة ، وذلك من خلال عرض المشكلات والمستجدات التي تهم الأمة وتتبادل الآراء حولها والوصول إلى نتائج مفيدة تجلب المصالح وتدرأ المفاسد عن الأمة ، فالاجتهاد الجماعي في ظل تحديات الحياة المعاصرة يعتبر ضرورة وباباً من أبواب الشورى وتلاقح الآراء وتصويبها ، ويتكامل بدوره مع مقاصد الشريعة الإسلامية من حيث صلاح الإنسان وأمنه واستقراره لأن بصلاحه يصلح الكون وبفساده يفسد قال تعالى : }ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{(الروم : 41) .

الكلمات المفتاحية

الاجتهاد – مقاصد – الشرع - العصر