مجلة مالك بن نبي للبحوث والدراسات
Volume 1, Numéro 1, Pages 11-23
2019-12-31

الكتابة الصوفية من بلاغة الإنشاء إلى بلاغة التأويل

الكاتب : نصيرة صوالح .

الملخص

ثمة شروط لا تقوم العملية التأويلية إلا بها وإلا انتقلت تلك العملية من الرغبة في المعرفة إلى ادّعاء السلطة، ولعل مساحة الاحتمال أي حدوده هي الشّرط الأساس في ممارسة التأويل، والخروج عن تلك المساحة هو ابتعاد عن النّص أو هو تعسّف في أسوأ الأحوال يحمّل لغة الخطاب ما لا تحتمل ولعل المواقف القرائية المتباينة من الخطاب الصوفي تتحدّد فاعليتها بمدى استغلال فضاء المحتمل، فكلما كان التأويل نشطا في ذلك الفضاء كلما كان الغرض المعرفي والداعي القرائي الفاعل أوضح، وكلّما ابتعد عن التوقّع برزت الغاية السلطوية على السطح، ويشكل التأويل بذلك انحرافا عن الهدف ومن ثمّ إهدارا متعمدا لمقصدية المؤلف. تشكل الواجهة الخلفية -إذن- المحرّك الأساس لكلّ فعل تأويلي، ذلك أن المؤوّل لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يتنصّل من أثر المرجعية في توجيه قراءته، ومن ثمّ فليس هناك سلطة واحدة تدعى امتلاكها للمعنى، وإنما هناك سُلط متعددة تصدر كلّ منها عن نمط تفكير معيّن يسيّر فعل التحاور مع النّص ويتحكم في نتائج ذلك الحوار، وهي –في كل الأحوال- نتائج افتراضية تخدم السياق المرجعي للقارئ أكثر من خدمتها لسياق النّص. There are conditions that the hermeneutic process only fulfills, otherwise the process has moved from the desire for knowledge to the claim of authority. Perhaps the area of probability, ie its limits, is the basic condition in the practice of hermeneutics. Perhaps the divergent reading attitudes of Sufi discourse are determined by the extent to which the space of potential is exploited. Intentional waste of the author's intent. The backend, then, is the engine for every hermeneutic act, since the interpreter cannot in any way disavow the influence of reference in directing his reading. Dialogue with the text facilitates and controls the outcome of that dialogue, which are, in any case, hypothetical that serve the context of the reader rather than the context of the text.

الكلمات المفتاحية

الصوفية، اللغة، التأويل، النفري، ابن عربي Sufism, language, hermeneutics, Niffari, Ibn Arabi.