مجلة الابداع الرياضي
Volume 4, Numéro 3, Pages 331-339
2013-11-15

دور التغذية الإعلامية فى المزيج التسويقي لمدارس تعليم رياضة الجودو للمكفوفين بصريا في الأندية المصرية

الكاتب : نيفين حسين محمود . فايزة أحمد محمد خضر .

الملخص

يعتبر الإعلام ضرورة هامة فى أي مجتمع حديث فوسائل الإعلام هى فى حقيقتها وسائل وعى ونشر مهما تعددت اشكالها وظروفها فهى تدخل فى إطار واحد يمكن ان نطلق عليها الوسيلة الإعلامية الثقافية للافكار والتجارب وهذه الوسيلة سواء كانت بدائية او متحضرة فهى صاحبة الفضل الاول فى النشر والذيوع وبدونها تغلق المجتمعات ابوابها لتعيش كل مجموعة فى عزلة عن الاخرى وكلما زاد المجتمع تعقيدا بفضل التقدم التكنولوجي أصبح الإعلام أشد اهمية وأكثر ضرورة . ووسائل الإعلام في أي مجتمع هي المسؤولة عن صياغة ونشر وتوزيع الأخبار والمعلومات و الأفكار و الآراء, و بالتالي تصبح من أهم الوسائل الفاعلة في أي مجتمع لتغيير القيم و الأتجاهات و لتعزيز أي سلوك إيجابي و تكريسه, و تهميش أي سلوك سلبي في نفس المجتمع.و لذا تعتمد الحكومات والمؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والهيئات ذات الصلة بالمجتمع وشرائحه وتعتمد على وسائل الإعلام الجماهيرية (إذاعة، تليفزيون، سينما، صحافة، جرائد ، مجلات) في الوصول للجمهور المستهدف وتحقيق الأهداف المرجوة. )8 :383) والإعلام الرياضى يعتبر من أحدث التطورات التي طرأت على الإنترنت والتي صاحبها ظهور العديد من تكنولوجيا بشكل عام يشير العديد من المختصين في علم الإنترنت بأن الإعلام الرياضى يمثل قفزة كبيرة للتواصل من خلال الشبكة العنكبوتية بشكل تفاعلي أكبر من السابق بكثير عندما كان التواصل محدودا بمشاركة كميات قليلة جدا من المعلومات وسيطرة أكبر من مديري البيانات.( 25 ) وتظهر اهمية الإعلام الرياضي في قدرته علي توصيل البيانات والمعلومات في شكل رسائل الي قاعدة جماهيرية كبيرة ومتباينة الاتجاهات ومختلفة في الرأي كما ان له القدرة علي تغيير الانماط السلوكية وهو من الاسس الرئيسية في أي جهاز اعلامي حيث اصبحت الرياضة ظاهرة اجتماعية وحضارية هامة في المجتمعات الحديثة ( 1-365). ويضيف خير الدين عويس ،عطا عبد الرحيم (1998) ان الإعلام الرياضي بانواعه المختلفة من صحافة رياضية وبرامج رياضية وبرامج رياضية اذاعية تلفزيونية تؤثر تأثيرا كبيرا علي تهيئة الرأي العام لقبول او رفض القرارات التي تصدر عن أي هيئة او مؤسسة رياضية( 9 : 24) والتسويق نشاط يتخلل حياتنا اليومية ،فهو يوجد في كل المنتجات والخدمات التي نقوم باستهلاكها سواء كان الهدف من ورائها الربح أو لا،فهو لا يقتصر على الشركات التي تقدم منتجات وإنما يتضمن أيضا الهيئات التي تقدم خدمات مثل النوادي الاجتماعية والرياضية والجامعات وغيرها (10: 18 ). والمزيج التسويقي يتكون من اربعة عناصر اولها المنتج وهو العنصر الذي تدور حوله كل عناصر المزيج التسويقي الاخري وهو مجموعة من الاشياء المادية وغير المادية التي تطرح في السوق والعنصر الثاني هو التسعير وهو طريقة التعبير عن المنافع التي تحققها السلعة او الخدمة اما العنصر الثالث فهو التوزيع ويمثل نصف التسويق ويتم تنفيذه من خلال القنوات الإعلامية المختلفة واخيرا الترويج وهو امداد الجمهور بالمعلومات والمزايا الخاصة بالنشاط او المنتج ( 7 :130 – 137) ومن مجالات التسويق الرياضي تسويق اللاعبين ( الاحتراف ) تسويق برامج الإعداد والتدريب – التغذية الرياضية – تكنولوجيا المعدات الرياضية – أماكن ممارسة الرياضة – مستلزمات اللياقة البدنية والصحية – صناعة المحركات الرياضية من سيارات ودرجات ومراكب ( 18 : 12 ). ويضيف كلا من علية عبد النمعم حجازي ، حسن احمد الشافعي 2009 ان اساليب التسويق الرياضي تأخذ شكلين بينهما تداخل كبير واحيانا لا يمكن الفصل بينهما الشكل الاول هو التسويق مع الرياضة وفيه تكون الرياضة اداة ووسيلة المؤسسة مثل الدعاية واستخدام الشعارات اما الشكل الثاني فهو التسويق في الرياضة مثل تسويق اللاعبين والبطولات والملابس الرياضية.( 35:14) ولتحقيق النجاح لأساليب التسويق الرياضي يجب أن نضع أسس لذلك وهذا ما حققه كلا من إتكن Aitken وبيتزوستوتلر Stotlor & Pitts حيث وصفا أساسيات التسويق الرياضي تمثلت في قيام تجارة الرياضة على أساس وجود سوق رئيسي ،ونظريات للتسويق الرياضي ،ومنتج من صناعة الرياضة ،وإستراتيجيات تسعير رياضية ، وسياسات توزيع رياضية ،ومناهج تسويق رياضي ،ووسائل إعلام رياضية ،وتصاريح ورخص للصناعة الرياضية (20 : 6). والمعاقون ثروة بشرية للمجتمع ، وعليه ان يوفر لهم الدعم والتدعيم اللازم حتى يساهموا فى تنميته ويزداد دورهم الفعال والايجابى فى تطوير المجتمع، وأن كل فرد ينظر إلى نفسه بطريقه ما، فالبعض يرون أنفسهم أقل من الآخرين وبالتالي ينعكس ذلك على سلوكهم فنجدهم لا يتصرفون بحماس وإقبال نحو غيرهم من الناس والبعض الآخر يقدرون أنفسهم حق قدرها وبالتالي ينعكس ذلك أيضا على سلوكهم نحو غيرهم فنجدهم يتصرفون أفضل مع غيرهم . أين يقع ذوى الاحتياجات الخاصة في وسائل الإعلام؟ ربما هذا هو السؤال المحوري في العلاقة بين المؤسسات الإعلامية وذوي الاحتياجات الخاصة، ويتلوه سؤال آخر عن: هل يوجد إعلام خاص بهذه الشريحة التي تعيش في المجتمع، والتي تشير الاحصائيات الى تنامي أعدادها، حيث تقدر بعشرة في المائة، أي بأكثر من ستمائة وخمسون مليون نسمة من بين مجموع سكان العالم، كما أشارت لها احصائيات الأمم المتحدة، وتعد هذه أكبر أقلية في العالم. ويوجد ثمانون في المائة منهم في المجتمعات النامية.( 13) وفي دراسة للورين كيسلر Kessler تناولت هذه العلاقة بين وسائل الإعلام وبين الجماعات والأقليات في المجتمع، وقد وضعت كيسلر ثلاثة أنواع للصحافة،والإعلام البديل الذي يفسر هذه العلاقة (1) نموذج الاستبعاد، أي أن وسائل الإعلام الرئيسة تعمل على استبعاد أي تغطية أو إشارة لموضوع هذه الفئة من فئات المجتمع، (2) النموذج الانتقائي، أي أن تعمد وسائل الإعلام على انتقاء جوانب معينة من اهتمامات تلك الفئة، وعادة يتم التركيز على أحداث مثل المظاهرات والاحتجاجات لتلك الفئات مع تهميش متعمد للقضايا التي تتبناها تلك الفئات، (3) النموذج النمطي، أي أن التغطية تتم لهذه الفئات، ولكنها تتم في إطار من التغطية النمطية المعتادة، والتي تكون في غالبتها سلبية الاتجاه، وباستقراء واقع التغطيات الإعلامية ومراجعة الأدبيات العلمية في هذا الخصوص، يمكن الاستنتاج أن العلاقة بين وسائل الإعلام وبين موضوعات وقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة هي علاقة نمطية، أي تجسد النموذج الثالث الذي طرحته لورين كيسلر.( 23 ) وخلال السنوات الماضية بدأ الاهتمام بدراسات الاعاقة والتي انطلقت من عدد من التخصصات مثل الدراسات الصحية، والتربية الخاصة، ودراسات التأهيل وغيرها من التخصصات، والإعلام هو أحد التخصصات التي ينبغى أن يقترب من دراسات الإعاقة والتربية الخاصة، لأهمية وسائل الإعلام في كثير من قضايا الإعاقة، وفي مقدمتها قضية التوعية، وقضية الاتجاهات السلبية التي تتراكم لتشكل عقبات وصعوبات تواجه المعاقين ومؤسسات الإعاقة في تحقيق أهدافهم في تحسين صورة المعاقين في المجتمع. ويذكر روبرت Robert" (1991م) أن الإعاقة تسبب صعوبات لدى المعاق إلا أنها ايضاً تعد مصدراً للتحديات لديه، ورحلة الحياة مع الأعاقة تصبح جيدة إذا تم تأهيلة وتوجيهه إلى الاتجاه الإيجابى حتى لا يصبح المعاق عبئاً على أسرته أو أصدقائه أومجتمعة . (21 : 49) ويضيف أسامة رياض (2000م) أن برامج الرياضة بالنسبة للمعاقين تمثل جوانب إيجابية عميقة حيث أنها وسيلة ناجحة للترويح النفسى،والرغبة فى اكتساب الخبرة والتمتع الصحيح بالحياة، وتساهم بدور كبير فى التغلب على الحياة الروتينيه، وتغرس عنصر الاعتماد والثقة بالنفس والانضباط وروح المنافسة وتعيد التوازن النفسى للمعاق.(2: 22، 23) ويشير " مدحت محمد أبو النصر" ( 2004م ) إلى أن الإعاقة حافز لمواجهة التحديات ومنطلقاً لاكتشاف القدرة الابتكارية ويؤكد على أن كل شخص معاق تكون لدية القدرة على تحدى الإعاقة وتحويلها إلى مواطن قوة من خلال دور الأسرة والمجتمع فى تهيئة البيئة الملائمة لتحقيق ذلك (17 : 2). وتعتبر المساندة الاجتماعية مصدراً من مصادر الدعم الإجتماعى الفعال الذى يحتاجة الفرد حيث يؤثر حجم المساندة ومستوى الرضا عنها فى كيفية إدراك الفرد لضغوط الحياة المختلفة وضغوط المنافسات الرياضية كما أنها تلعب دوراً هاماً فى أشباع الحاجة للأمن النفسى وتخفيف حدة الأعراض التى تصاحب المواقف الضاغطة (19 : 83 -85). ويشير "جليل وديع" 1995م أن سر نجاح المعاق فى حياته العامة والخاصة وتكيفه بأسرع وقت مع وضعه يكمن فيما يلاقيه من مساندة إجتماعية فى الوقت الملائم لحاجته لها أي أنه يجد من يهتم بمشكلته ويدعمه مما يزيد من ثقته بنفسه وممن حوله مما يحقق له المزيد من النجاح (5 : 24). ان لممارسة الأنشطة الرياضية تأثيرات ايجابية على المكفوفين, فممارسة الرياضة تقلل من تأثيرات حياة الخمول وقلة الحركة التي يعيشها معظمهم, وتؤدي بالتالي الى رفع مستوى لياقتهم البدنية التي ترتبط بتجنيبهم بعض امراض العصر كتصلب الشرايين وامراض القلب التاجية بالاضافة الى ذلك فان الرياضات الجماعية على وجه الخصوص تتيح الفرص للكفيف كي يبرز قدراته ودوره في المساهمة لتحقيق هدف فريقه, مما يجعل اقرانه اعضاء الفريق يتفهمون ويدركون بأنه ليس اعاقة فحسب. كذلك فان الكفيف ينمي ثقته بنفسه وتقديره لذاته مما يجعله اكثر استعدادا للاندماج في مجتمعة. يستطيع الكفيف المشاركة في العديد من الرياضيات التنافسية الجماعية والزوجية والفردية التي تمارس على نطاق دولي اولمبي ككرة الهدف, والعاب القوى, والسباحة, والجودو, والمصارعة الرومانية, ورفع الأثقال, والدرجات الترادفية وغيرها من الألعاب. والكفيف فاقد الصلة بالواقع ومعزول فكريا ونفسيا عن الناس ومن العوامل التي ترفع من التكيف الاجتماعي للمعاق بصريا هو التدريب علي الانشطة المختلفة التي يؤديها بإتقان يقابله تعزيز الثقة بالنفس مما يجعله يسلك هذا السلوك وسط الاسوياء ويصبح نافعا للمجتمع. الرياضة والتسويق يوجد بينهما ارتباطا كبيرا لما في ذلك من منافع متبادلة وأصبحت الرياضة أحد أهم المجالات التسويقية الحديثة ، ومن ثم فقد ظهر مصطلح التسويق الرياضي Sport Marketing الذي بدأ في السنوات الأخيرة ينتشر بسرعة معتمدا على المناخ الاقتصادي الحر الذي بدأ يسود العالم، وقد أشار كلين Klein إلى أن التسويق الرياضي هو أحد الأنشطة المصممة لمقابل احتياجات ورغبات المستهلك الرياضي من خلال عمليات المشاركة ، كما يعتمد التسويق الرياضي على نوع الرياضة ومدى شعبيتها حيث أن الرياضات الشعبية تكون العائد المتوقعة منها عالية والعكس صحيح ، وتعتبر السباحة من الرياضات الشعبية التي يعتمد على إيراداتها كثير من الأندية لما تحققه من عائد مادي كبير ، وذلك من خلال الاشتراك في مدارس تعليم السباحة ، وأن العائد المادي من السباحة يفوق بكثير جميع الألعاب الأخرى ، بما فيهم اللعبة الشعبية الأولى وهى كرة القدم، لذا تعتبر مدارس السباحة هي الوسيلة العملية لمحو أمية السباحة من جانب وإعداد كثير من السباحين صغار السن للفئة المعاقين ذهنيا القابلين للتعلم من جانب آخر وكان من الضروري التعرف على ما هو كائن بالفعل في الوقت الحالي ولذلك ظهرت الحاجة إلى استغلال التسويق الرياضي لمدارس الجودو لفئة المكفوفين يصريا كمصدر من مصادر الدعم المادي ، ففي مصر يعتمد النادي الرياضي في تمويله على الدعم الحكومي بشكل رئيسي بجانب إيراداته الذاتية ، وانخفاض الدعم الحكومي وخاصة عند اتجاه الدولة نحو اقتصاد السوق وذلك يؤدى إلى التراجع في ميزانية الأندية لذلك يجب البحث عن مصادر تنشيط الإيرادات الذاتية وعلى رأس هذه المصادر التسويق لمدارس الجودو هذا مما دفع لإجراء هذه الدراسة لكي يمارس الإعلام الرياضى دوره في خدمة قضايا الأشخاص المعاقين ومدى ارتباطه بالتسويق لمدارس الجودو للمكفوفين بصريا في الأندية الرياضية المصرية والوقوف على نواحي القوة والضعف واقتراح الحلول الملائمة بما يتناسب وإمكانات مجتمعنا الحالي.

الكلمات المفتاحية

التغذية الإعلامية - المزيج التسويقي - مدارس تعليم رياضة الجودو - المكفوفين بصريا