مجلة النقد و الدراسات الأدبية و اللغوية
Volume 5, Numéro 1, Pages 109-110
2017-04-16

سوداوية الأفق في قصيدة مأساة الحياة لنازك الملائكة

الكاتب : هامل شيخ .

الملخص

حسب القدماء سمي الشاعر شاعرا لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره؛ 1 أي يفطن إلى ما لا يفطن إليه سائر الناس ،من أين يأتيه العلم الذي ينفرد به ؟ من تابع غيبي يملي عليه أبياته فلا ينطق بالشعر بمحض إرادته ،وإنما مدفوعا بقوة ليس بمقدوره صدها ،ليس هو صاحب القول لأن القائل الفعلي شيطان يتقمصه ويتكلم على لسانه ، مع تكون الامبراطورية العربية وما صاحبها من تحولات ثقافية لم يعد الشاعر ناطقا باسم تابع ولم يعد بالتالي محط علم خارق ،تلاشى التابع وغاب عن الوجود ،ماكان يبدو سرا غامضا صار محل دراسة وتمحيص من قبل العروضيين والبلاغيين والنقاد ،لم يعد الشيطان إلا ذكرى أدبية ،ربما صار العالم شيئا ما فاترا بعد اختفاء الشياطين الملهمة2. انطلاقا من هذه العتبة المعرفية نحاول أن نحلل قصيدة مأساة الحياة للشاعرة نازك الملائكة من منظور معجمي ؛أي إحالة المعجم على دلالات تتجاذب المتن الشعري فالمفارقة الموجودة بين الأفق الذي يحيل إلى الأمل التطلع، الحياة، الفضاء المشع بالسعادة، وصفة السواد التي تحيل إلى عتمة العيش واغتراب الذات وقهر النفس . لم تكن نازك الملائكة مدفوعة بعلم خارق ولا شيطان ملهم لكنها شربت من كؤوس الاغتراب الشيء الكثير، فجاء شعرها سيلا متدفقا من المشاعر والصور والمشاهد المبهرة بتميز تجربة نازك في استحضار عوالم خفية تجسد –الى حد بعيد- عمق النفس الإنسانية التي ترسم بدقة الحركات والسكنات في بحر حياة الإبداع.

الكلمات المفتاحية

نازك الملائكة-قصيدة -النفس الإنسانية