مجلة الدراسات الإسلامية
Volume 1, Numéro 1, Pages 457-466
2012-06-15

فقه عصر الانحطاط عند الإمام الجويني من خلال كتابه غياث الأمم في التياث الظلم

الكاتب : د. نجية رحماني .

الملخص

من مكارم أمة الإسلام أن هيأ الله لها علماء كانوا سببا في حفظ الشريعة، ونشرها في أرجاء المعمورة، فقد أدوا ما عليهم من دراسة وتدريس، وتفاعلوا مع القضايا الدينية والشرعية التي عرفها عصرهم، وربما تعدوا إلى ما بعد عصرهم، ليس فقط لأن علمهم كانت ولا زالت الحاجة إليه إلى يومنا هذا، بل لأنهم ذهبوا أبعد من ذاك عندما افترضوا عصورا وأزمنة تمر على المسلمين وراحوا يؤصلون للفقه من خلال هذه الفرضيات. هذا ما قام به الإمام الجويني وهو يضع القواعد ويؤسس الأصول التي تضبط التشريع وتضمن هيمنة الدين والشريعة على حياة الناس في زمن الانحطاط العلمي والسياسي، وهو زمن يرى الجويني أنه بات وشيك الوقوع، وفيه ينقرض العلماء المجتهدون وحتى نقلة المذاهب الفقهية، ويعم الفساد والانحلال بين أهل العلم، كما يسود الاستبداد والبغي والجور ولاة الأمور، وأمام كل هذا ينتثر الجهل بين الناس في فروع الشريعة فلا يجدون من يفتيهم أو يرشدهم في أمور دينهم، فيتيهون بين البحث عن الأحكام الشرعية أو الانسلاخ منها كلية. فهل يترك الناس هكذا أم لا بد لهم من مغيث؟ .لقد فضل الجويني أن يلعب دور المنقذ من خلال كتابه: غياث الأمم في التياث الظلم مفترضا فقها جديدا يلبي حاجة الناس في هذه المرحلة، وهو ما أطلقت عليه (فقه عصر الانحطاط). وهذا البحث سيكشف عن بعض الجوانب المنهجية والعلمية التي تضمنها الكتاب المذكور من خلال استقراء القواعد والأصول التي بنا عليها الجويني فقهه الجديد، وباستخراج تلك القواعد يمكن الوقوف على خصائص منهج الجويني ومظاهر الإبداع فيه.

الكلمات المفتاحية

فقه - عصر الانحطاط - الإمام الجويني - كتاب غياث الأمم في التياث الظلم.