مجلة الدراسات الإسلامية
Volume 1, Numéro 1, Pages 313-330
2012-06-15

مدى تأثير البيئة الإلكترونية على بعض عقود الأحوال الشخصية - حكم إبرامها وحجيتها -

الكاتب : د. محمد حجاري .

الملخص

لعلّ من خصائص الشريعة الإسلامية أنها تواكب في أحكامها المسائل الجديدة وتستوعب من خلال مبادئها العامة ما تفرزه المبتكرات الحديثة من قضايا وإشكالات فقهية، وتفصل أحكامها نصا واستنباطا. ولا يمكن لأحد أن ينكر ما أصبحت تحتله الوسائل الإلكترونية في حياتنا المعاصرة. فتقاربت المسافات واختصرت الأوقات بين الأفراد، حتى يتصور للبعض كأنهم في حجرة صغيرة يتبادلون ويبرمون المعاملات دون حاجز من زمان أو مكان. ولا يخفى ما تحدثه البيئة الإلكترونية من تأثير في بعض عقود أحكام الأسرة، والتي تثير أهمية بالغة في شأن المنازعات الناشئة عنها، لأن النزاع وإن انحصر بين طرفين أو أكثر، إلا أن الضرر لا ينحصر- في الغالب- فيمن يعجز عن إثبات دعواه عند المخاصمة فيه، وإنما يمس الأسرة، ومن ثم يتعدى ضرره إلى أمن المجتمع ونظامه. سيما في وقتنا هذا، والذي صار إنكار الحقوق فيه عند الخلاف والنزاع أصلا في الطبائع إلا من عصم الله. في هذه الدراسة نتناول حكم استخدام الوسائط الإلكترونية في عقود أحكام الأسرة، وكذا إثباته، من خلال نصوص الشريعة العامة ودلالتها المعتبرة، وما مدى تأثير هذه الوسائل الحديثة في تغير القناعة من بعض وسائل الإثبات وتقييد القضاء بها. ولذلك كانت الرغبة ملحة في دراسة هذا الموضوع وفق أحكام الشريعة الإسلامية، فتراثنا الفقهي كفيل بأن يستوعب كل جديد مهما كان شكله وطريقة التعبير عنه. وارتأينا أن يتضمن البحث في هذه المسألة التعريف بآلات ووسائل الاتصال الإلكترونية بصورة موجزة (المطلب الأول)، ثم حكم إجراء بعض عقود الأحوال الشخصية عبر الوسائل الإلكترونية مهاتفة أو كتابة (المطلب الثاني)، وأخيراً بيان حجيتها في الإثبات، سيما الطلاق الواقع بهذه الكيفية (المطلب الثالث).

الكلمات المفتاحية

تأثير - البيئة الإلكترونية - عقود - الأحوال الشخصية.