مجلة الدراسات الإسلامية
Volume 2, Numéro 3, Pages 371-389
2013-09-15

الامام في الجزائر بين التكوين والممارسة الاجتماعية

الكاتب : أ. البشير بلحماري .

الملخص

تفرض الإمامة على حامليها مسؤولية كبيرة وأمانة ثقيلة من أجل الإصلاح في المجتمع وتقوية الجوانب الاخلاقية، لمواجهة ومجابهة المشكلات الاجتماعية التي أصبحت حاضرة بقوة في مجتمعاتنا، فالامام هو القائد والموجِّه المطاع، بحكم المكانة التي يحتلها ضمن فعاليات النسق الديني والاجتماعي، وما يتبعها من شرعية السلطة الدينية، بفضل ما يمتلكه من علوم شرعية ورصيد أخلاقي ينسجم مع البعد الرسالي لمهنته، لكن الإشكال الموضوعي الذي يطرح نفسه على جميع الفاعلين في الحقل الديني الرسمي بصفة خاصة هو تراجع دور الأئمة لصالح دعاة آخرين ركبوا موجة الانفتاح الإعلامي للسيطرة على عقول الناس وتوجيهها إيديولوجياً، وهو ما يبدو أثره واضحاً على مستوى الخطاب المسجدي، الذي فقد الكثير من تأثيره على الحياة الاجتماعية للأفراد، فالإنسان العادي يلاحظ أن "المسلم حين يتخطى عتبة المسجد ينتقل من حال إلى حال أخرى..."، وهذا الأمر يقودنا إلى طرح مسألة مهمة وحساسة تتعلق بالتكوين العلمي والأخلاقي للإمام، وعلاقة ذلك بالظروف المهنية والاجتماعية التي تحيط به، فالإمام كشخصية قيادية موجِّهة، هو محكوم من الناحية الاجتماعية بالخطاب الذي يعتلي به المنبر المسجدي، وكذلك بممارساته ومعاملاته الاجتماعية، وبالتالي يجد نفسه محصوراً داخل شبكة العلاقات الاجتماعية بأقواله (وان كانت تعبر عن إتجاهات مهنية ليست بالضرورة هي قناعاته الشخصية)، وبأفعاله التي كثيراً ما تكون مرتبطة بمطالب وإحتياجات دنيوية، والمقارنة التي يعقدها المجتمع بينهما هي التي تحدد مكانته ومدى تأثيره عليهم.

الكلمات المفتاحية

الامام - الجزائر التكوين - الممارسة الاجتماعية.