المدونة
Volume 6, Numéro 1, Pages 405-420
2019-07-20

التأويل قراءة جماعية ومحاولة فهمية بين المسموح و الممنوع

الكاتب : عمار قرفي .

الملخص

الملخص ان تفاسير القران التي ظهرت عبر التاريخ ما هي الا قراءة جماعية لنصوص الوحي المنزلة على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، تشكلت من خلال الوعي الثقافي و المعرفي الذي يعكس التوجه السياسي و تراكمات المفاهيم التي سادت المجتمع في فترة زمنية معينة، و بالتالي فان كل تفسير يمثل جزءا من المعرفة الكلية التي يتضمنها القران، ويمثل أيضا محاولات فهمية ينتهي الى سقف حدود المعرفة التي تنقل الينا مخيال التفكير المهيمن على طبقة النخبة من رجالات العلم و الفقه و الادب و اللغة و التاريخ، وأهل المذاهب و أصحاب الملل و النحل و السياسة. اذا يمكننا أن نقول: ان التفسيرات التي ظهرت في التاريخ هي تأليف الجماعة وفق فكر و قراءة صنعتها الاحداث و الطوارئ و المتغيرات و مجريات الاحداث و التحولات التي طالت الحياة السياسية و الاجتماعية و الثقافية بعد انتشار الاسلام وتوسع الجغرافيا الاسلامية. و السؤال المطروح الان: هل يمكننا أن نستمد من هده التأليفات التي تمثل قراءة أو محاولة فهمية لكتاب الله قاعدة تأصيلية لفهم نصوص الوحي؟ بمعنى أنه لا يجوز لنا أن نخرج عن حدود تلك القراءة التي صنعها في مخيلة المجتمعات المسلمة نخبة من الشراح الاوائل الذين قرأوا القران في مرحلة زمنية معينةّ ؟ هل يمكننا الان تأسيس مدرسة نقدية تنظر الى هذه التأليفات مجرد محاولة فهمية للقران ارتبطت بزمن له سياقاته، وانساقه الثقافية وتحولاته الحضارية بصفة عامة، ومن ثم لا نستطيع أن نتخذ منها تأصيلا شرعيا نقيس عليها ما صدر بعدها من أنظار وقراءات ومحاولات فهمية اخرى؟

الكلمات المفتاحية

القران- التفسير - الفهم- النص