مجلة الباحث في العلوم الانسانية والاجتماعية
Volume 5, Numéro 2, Pages 94-109
2014-12-30

الخطاب والممارسة الدينية في الجزائر قراءة في بندول التأرجح والتعدد

الكاتب : الهادي بووشمة .

الملخص

تعدد الخطاب الديني ومن ثمة الممارسة الدينية في الجزائر هو نتاج طبيعي في حقيقته للتأرجح الذي يصيب هذا الخطاب وهذه الممارسة، فمن منظور البندول يمكن الوقوف وتفكيك هذا التأرجح والتعدد على جميع أطياف الخطاب الديني المكونة لمورفولوجية الحقل الديني بالجزائر، والتي هي بدورها ترجمة عملية لأنساق مختلفة من الممارسة، حيث يحضر الخطاب والممارسة الأرثوذوكسية – النصية للدين الاسلامي ويهمن لدى فئات اجتماعية بعينها، في مقابل الخطاب والممارسة الصوفية – الطرقية للإسلام عند فئات أخرى، مرورا إلى خطاب وممارسة شعبية للدين الاسلامي لدى عامة الشعب، وانتهاء إلى خطاب وممارسة سياسية وحركية وراديكالية وجهادية للإسلام من طرف منظمات وأحزاب سياسية وسلطوية أو حتى جماعات متطرفة.إذن كل هذا جعل من الحقل الديني في الجزائر يتموضع بين اتجاهات خطابية مختلفة، متضاربة أحيان ومتصارعة في أحيان أخرى، كل يعتبر نفسه الوصي على نسق الأسلمة الصحيحة وأن الآخر تتسم ممارساته بالبدعية والشرك أو حتى بالكفر، هذا جعل من علاقتها تتسم بهذا الشكل وتدور في شكل من التأرجح البندولي، الذي يفسر مجرى الأمر من خلال أربعة مستويات هي البعد والقرب مع الله والتوحيد والشرك، من زاوية أن كل واحد يستند في اتصاله مع الله على مرجعية سنية صحيحة، وأن خطابه وممارساته للإسلام هي الصحيح وهي الرابطة بالسلف والمؤدية إلى النجاة، بدورها تضاربت الاتجاهات المفسرة لذلك بين موضعة الأمر بين تعددية مرجعية ومن ثمة خطابية وممارساتية للإسلام بعد خروجة من الجزيرة العربية وأقلمته مع خصوصيات المجتمعات الأخرى، وبين تفسير يؤكد على أحادية الخطاب والمرجعية، في مقابل تعدد التأويل واختلافه تبعا لاختلاف السياقات الزمانية والمكانية والتاريخية والاجتماعية التي وضع في إطارها النص الديني

الكلمات المفتاحية

الخطاب، الممارسة الدينية، المرجعية، البندول، الاسلام الواحد، الاسلام المتعدد.