مجلة الحقيقة
Volume 18, Numéro 2, Pages 280-301
2019-06-18

تحديات الهُوية الثقافية أمام الحدود السياسية بالمجتمعات الحدودية

الكاتب : شريفة بريجة .

الملخص

تطرح هذه الدراسة موضوع واقع الحدود السياسية وعلاقات الجوار بين الدول المتجاورة في ظل وجود الهوية الثقافية. انطلاقا من إشكالية البحث التي تطرح ظاهرة امتداد الهويات الثقافية خارج الحدود السياسية بين المجتمعات المتجاورة، وبهدف دراسة هذا الارتباط بين الهوية الثقافية والحدود السياسية، اخترنا الحديث عن تلك الأقاليم الموجودة بأقصى الحدود الغربية بين الجزائر والمغرب الأقصى. حيث توجد وحدات اجتماعية إقليمية متشابهة، يتشارك سكانها نفس اللغة واللهجة، وحفلات وجنائز مشتركة، والتزاوج فيما بينهم، وإثنية واحدة، ونفس الأنشطة المتداولة، كما يتشاركون نفس المشاكل والمعاناة...ولكن حدود سياسية مختلفة !!! فمن خلال هذا المثال الحي، سنحاول توضيح فكرة "تجاوز الحدود" وكذا الإجابة عن التساؤلات التالية: هل الهوية الثقافية تتعارض مع الحدود السياسية؟ وهل حقا تٌلغي الحدود السياسية، أم العكس؟ ويتمثل الهدف الأساسي من هذه الدراسة في توضيح الدور الذي تلعبه الهوية الثقافية في تحوير العلاقات السياسية بين الدول، خاصة مع التطورات التي يشهدها عالمنا المعاصر، حيث صارت إشكالية الهوية الثقافية أكثر إلحاحية لأنّ الكثير من ظواهر الصراع السياسي وقع تفسيرها على أساس تصادم هوياتي. أما منهجية العمل تمثلت فيما يلي: بعد طرح الاشكالية وصياغة الفرضيات، وتحديد المفاهيم الاجرائية الخاصة بمتغيرات الدراسة، قمنا بإجراء مقاربة نوعية، معتمدين فيها على معطيات العمل الميداني. هذا إضافة إلى كوننا استخدمنا المنهج الوصفي التحليلي. ومن أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة هي أنه لا يُمكن للهوية الثقافية إلغاء الحدود السياسية لأن هذه الأخيرة تُقوي عوامل ترسيخ الوحدة الوطنية وتحمي الكيان السياسي والاجتماعي والثقافي للمجتمع. This research suggests linking the fact that political boundaries exist with the cultural identity of peoples. Thus, the problem of research is to confront the idea of political boundaries and the extent of cultural identities among neighboring societies. In order to study this contradiction of cultural identity with the so-called political boundaries,we chose the western regions between Algeria and Morocco.Where are the social-regional units that match their language and language, the same customs and traditions, the same problems and suffering,but in front of different political boundaries! In this real example, we will try to study this problem. The main objective of this study is to clarify the role played by cultural identity in transforming political relations between countries. The research methodology is: After the problem and the formulation of hypotheses, and to define the procedural concepts of the variables of the study we conducted a qualitative approach based on fieldwork data. We also used the descriptive analytical approach. One of the most important results of the study: cultural identity cannot cancel the political borders because the latter strengthens the factors of consolidation of national unity and protects the political, social and cultural entity of society.

الكلمات المفتاحية

الهوية الثقافية،الحدود السياسية، المغرب ، الجزائر ،المجتمعات الحدودية