مجلة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية
Volume 30, Numéro 4, Pages 115-149
2016-12-31

تعدد المعاني اللغوية لألفاظ القرآن الكريم وأثرها في اختلاف تفسيره

الكاتب : مشري محمد .

الملخص

الملخص: أعلى درجات التفسير تلك التي تعتمد القرآن نفسه؛ أي تفسير القرآن بالقرآن وتليها في المرتبة تفسيره بالسنة النبوية الشريفة وتأتي بعدهما جهود الصحابة والتابعين لهم ثم يستثمر أجيال العلماء كل ذلك في العصور اللاحقة لاستحداث تفسير جديد ناهيك عن تفاسير الطوائف غير السنية التي تصطنع تفاسير تنسجم مع توجهاتها ومذاهبها، غير أنّ الملاحظ هو تعدد التفاسير السنيّة نفسها؛ حيث يطالعنا كلّ قرن بجملة من التفاسير التي تتخذ من المأثور والمنقول أصلا لاجتهادها، فلماذا اختلفت تلك التفاسير وتكاثر عددها وتنوع مضمونها بطبيعة الأفكار المجدّدة لمنهج أصحابها في التجاوب مع النوازل ومقتضيات العصر؟. إن قراءة قوله تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ) ـ الأنعام 38 ـ تجعل من العقل متحفزا لإعادة استقراء النص الشريف قصد استنباط بعض أحكامه واستخراج مكنوناته بأدوات لا تشذّ عن المجمع عليه في عرف المجتهدين الأثبات، لكن كيف يمكن تجاوز التقليد في تفسير القرآن وأكثر ما فيه توقيفي؟ هذه الظاهرة هي التي أكدت إعجازه مرة أخرى فهو النص الذي تنفتح مغالقه لكل من امتلك ذهنا وقّادا وفكرا ثاقبا لا يستسلم معهما لكل ما قاله العلماء قبله وأهم شيء يساعد على ذلك بعد توافر شروط المفسر المعروفة مطاوعية اللغة العربية لأساليب المجتهد في التفسير؛ أي أنّ اللغة تنقاد له فيحسن التعبير بألفاظها عمّا ينشده من التوضيح والتبيان، أو أنّ المعاني تتكشف له عن سترها فيدرك ما تعذر عن غيره إدراكه من مستويات الدلالة المستبطنة، وهنا تتفاوت العقول بقدراتها ومواهبها الربانيّة. فتتبع مظاهر الإعجاز في المتشابه اللفظي وحده يحيل على ثراء ما بعده ثراء ميزته في كل ذلك حصيلة اللغة العربية بتنوع أساليبها وغزارة معاني ألفاظها، التي وجدت لها مساقطا في شعر العرب ونثرها بوصفهما مجمع الدّيوان الذي أوصى الصحابة الكرام بالرجوع إليه واتخاذه ملجأً كلّما استعصت الأفهام عن استقصاء مدلول لفظ غائر في الغموض؛ لأن لغة العرب "لا يحيط بها إلا نبي"، فكلّ العقول كليلة عن بلوغ منتهى الغاية في فهم معاني القرآن، ويعنينا في هذا الموضع إدراك سر إعجاز القرآن في تعدد معاني ألفاظه وأشكال بُنَى متشابه مفرداته من حيث المشترك والمترادف وأثر المعجم العربي بقوائم ألفاظه ومعانيه في الكشف عن فحوى الدلالات المتباينة للّفظ الواحد. الكلمات المفتاحية: المتشابه اللفظي – المشكل في القرآن – المعنى المعجمي – المعنى القرآني – تعدد المعنى. نص الإشكالية: إذا كان المعجم العربي مستوحى من ديوان العرب الشعري، فهل يمكن أن يسهم في تجديد تفسير القرآن الكريم وكيف نستثمر تعدد المعاني اللّغوية لألفاظ القرآن في الكشف عن معاني جديدة في نصوصه؟ وهل فعلا أدّى التعدد اللغوي لمعاني ألفاظ القرآن لاختلاف تفسيره قديما وحديثا؟ ما هي الإمكانات التي تتيحها اللّغة للتجديد في التفسير بوصفها الأداة المتطورة والمتغيرة؟. أهداف الدراسة: إعادة قراءة ما أُلف حول مشكل القرآن ومتشابه لفظه قصد تحديد مظاهر الاجتهاد فيها والاستفادة منها للتجديد في البحث عن معاني مغايرة تزيل الإبهام عن ما تمّ الاختلاف حوله؟ إعداد معجم لمعاني ألفاظ القرآن مستخرجة من المعجم العربي أي تتبع مساقط معاني ألفاظ القرآن في الشعر العربي القديم ولا شك أن أوجه القراءات القرآنية لها كبير الدور في اتساع هذه الدائرة. حصر المعاني اللّغوية التي أدّت إلى اختلاف المفسرين؛ أي كيف اتخذ المفسرون اللغة مطية للتجديد في التفسير. تحديد مظاهر تعالق النص الشريف بلغة العرب حيث حواها واتضح بمعناها الذي تشربت ألفاظه مغزاها. عناصر المقال: مقدمة إجرائية أولا: التباين بين المعاني المعجمية للغة العرب ومعاني ألفاظ لغة القرآن ثانيا : معجم ألفاظ القرآن في الشعر الجاهلي ثالثا: المعاني اللغوية المختلف فيها عند المفسرين Abstract: The highest levels of interpretation are those relying on Quran itself; namely the interpretation of the Holy Quran by Quran, followed by interpretation by the Sunna of the Prophet Muhammad then come the efforts of Sahaba and their followers. After that, the Generations of scholars in later ages invest it all to develop a new interpretation, not to mention the interpretations of non-Sunni sects that synthesize a new interpretation consistent with their orientations and doctrines, but what is obvious is the multiplicity of Sunni interpretations. As each century brings us a number of interpretations that make the maxim and the transferred as an origin to jurisprudence, so why are there different and multiple interpretations with various content according to the nature of their holders methodology renewable to cope with calamity and the requirements of the era. Reading the verse ‘’ We have not neglected anything in the Book’’ Al Anaam 38, makes the mind motivated to re-extrapolate This Holly text in order to develop some of its provisions and extract its mastery by means of tools that do not deviate from what is known mujtahids. However, how to overcome the imitation in Quran interpretation when most of its content is “Tawkifi”? This phenomenon is what confirms its Miracle “E’jaz” one more time; it is a text that is more comprehensible to those who have an active mind and an insightful thinking with which they do not just give-up to what the scholars before them said. What helps in this the most, after the known interpreter qualities is the compatibility and the flexibility of Arabic language with the “Mujtahid” methods in interpretation; in other expression, the language is totally under his control so he can use its words well enough to express what he wants to clarify and indicate. Alternatively, the meanings reveal themselves to him allowing him to reach other levels of derived signification never realized by those who preceded him, At this point; brains vary in their abilities and talents given by god. Tracking the miracle ”E’jaz” phenomena of similar words alone can lead to a great richness with the advantage of Arabic language outcome with its various styles and copious words meanings that found their places in Arabs poetry and prose, as they are the Diwan recommended by Sahaba to which we reach out whenever the meanings are too ambiguous because the language of Arabs “is well known only by a prophet” since all minds are unable to perfectly understand the Quoran’s meanings. At this level, we are concerned by realizing the secret of the Quran miracle “E’jaz” in the multiplicity of its words meanings and the structures of its similar ones In terms of common words and synonyms and the effect of the Arabic dictionary with its list of words and meanings in revealing the tenor of differentiated connotations of one term.

الكلمات المفتاحية

ألفاظ القرأن ؛معاني لغوية ؛إختلاف التفسير