اللّغة العربية
Volume 12, Numéro 1, Pages 75-94
2010-06-01

اللغة العربية بين خصوصيات الهوية وعالمية الفكر مقاربة لسانية اجتماعية

الكاتب : نعمان بوقرة .

الملخص

تعاني العربية اليوم من غربة حضارية وثقافية و اجتماعية بين الناطقين بها عن قصد وغير قصد ،وكان من نتاج هذه الغربة الاجتماعية ظهور غربة ثقافية للذات العربية نفسها ،وأزمة في تفكير الإنسان العربي وقدرته على العطاء الحضاري بشكل عام ،وطريقة رؤيته للآخر في عالم متداخل من اللغات والإيديولوجيات والقيم ،وبات من القدر المحتوم أن يعاني الناطقون بهذه اللغة من ويلات التهميش في ركب التقدم العلمي الزاحف ،ومن هنا يظهر أنه ليس من السهل الدفع بالعربية إلى ساحة مواجهة غير متكافئة مع لغات أخرى تسيطر على حلبة الصراع الثقافي والمعرفي والتكنولوجي مما يتحتم على الذات العربية أن تعيد بناء قدرتها الذاتية لمواجهة الآخر بمنافسته على كافة الأصعدة ، وبكل الأدوات علها تحقق استقلالها المفقود ،وخصوصيتها الحضارية، ومن هنا يمكن أن نشرع لسؤال مهّم هو: كيف السبيل إلى إحداث قفزة نوعية لترقية اللغة العربية وجعلها لغة عالميةفي ظل التحديات العولمية الكبرى ؟في ضوء هذا الإطار المفهومي تتنزل رؤيتنا المحاورة للواقع اللغوي العربي، وتجلياته المشهدية في الراهن الثقافي المنجز ، على أن نتوقف عند أهم الآليات المتصلة بتفعيل الدور التداولي للغة العربية في المستوى التعليمي بشكل خاص من خلال التوقف عند النقاط التالية: 1-ضرورة تيسير منظومة القواعد العربية في العملية التعليمية بالتركيز على مبدإ الوظيفة والتحديد الكمي، والغرض التداولي مع الاستفادة من النظرية اللسانية الحديثة التي مازالت موضع رهان واختلاف عند الكثيرين . 2-الفصل بين تعليم مسائل اللغة وكيفية استخدام اللغة في التواصل ،وهذا من صميم التوظيف البراغماتي للغة في الحياة العامة للمتكلمين(اللغة والهوية) 3-إعادة النظر في نوعية النص التعليمي الذي يعكس بنية اللغة العربية وخلفياتها الثقافية الراهنة بشكل خاص،فقد آن الأوان لكي يعاد الاعتبار النوعي والكمي للنصوص الأصيلة في العملية التعليمية في جميع المستويات مثلما هو معمول به في البيداغوجيا الغربية .

الكلمات المفتاحية

اللغة العربية؛ الهوية؛ الإيديولوجيا؛ العولمة