تمثلات
Volume 2, Numéro 2, Pages 47-66
2018-06-10

صورة الثّورة في روايتي "خيرة والجبال" و"هموم الزّمن الفلاقي"

الكاتب : د.عشي نصيرة .

الملخص

إنّ المتخيّل في العمل الأدبي، هو تفكيك لتصوير يٌنتجه المبدع، وكثيرا ما تدعو هذه العبارة إلى استحضار ألي، تقريبا، لعبارة أخرى وهي الواقع، وذلك على أساس مقابلة بينهما أحيانا، فغالبا ما نقول أيضا إنّ الأدب تصوير للواقع أو مرآة له، ولكي لا نبقى في هذه الجدلية نتطرّق إلى بعض الأطر الّتي ترجح اتّجاها على آخر، ومن بينها أنّ الفنّ يخلق عالما بفعل الخيال، ولذلك "هناك فنّ يهدف إلى تمديد الحياة الواقعية دون أن يغيّر طبيعتها، أي يضاعف ويقوّي الحياة، وهناك فنّ يهدف إلى الفرار من الواقع، فمن لا يقدر على إخضاع العالم لرغباته يسعى إلى خلق عالم آخر تتحقّق فيه رغباته، أي خلق لعالم خيالي وخلق لواقع يعوّض واقعا لا يرضينا". والرواية كجنّس لا يتملّص من هذه الإشكالية المطروحة، فنحن لمّا نباشر قراءة عمل روائي معيّن، نجد أنفسنا أمام عالم من الشّخصيات والأحداث والأزمنة ونحاول أن نقارنها بمحيطنا، وهو ما يُسمى بالمتعة الجمالية، "فالقارئ يتحرّر من هذا الواقع اليومي بفضل خياله، وينفتح الإدراك المتخيل، في حقيقة الأمر، على إحساس مزدوج من التحرّر والخلق معا، ويتسنّى له ذلك بإقامة مساحة بينه وبين العالم الحقيقي وبعدها يخلق من رموز المادة الّتي يتأملها ويقرأها بديلا عنه". ومباشرة المتخيّل هنا تكون من جهتين، من جهة المبدع، ومن جهة القارئ، أي أنّ المبدع لا يضع عملا أو أثرا إن لم يوجد من يتلقاه ويفهم العالم الذي بناه، ويتم بذلك وضع عالم افتراضي تكونّه اللّغة.

الكلمات المفتاحية

الصورة، الثورة، الرواية، المتخيل، التاريخ، السرد،